أوّلا وآخرا.
وأمّا زيادتها للمطاوعة ، نحو «انفعل» كقولك : كسرته فانكسر ، وحسرته فانحسر ، فلأنّ (١) النون تناسب هذا المعنى ؛ ألا ترى أنّ النون حرف غنّيّ خفيف ، فيه سهولة وامتداد إلى الخيشوم. فكانت حاله مناسبة لمعنى السّهولة والمطاوعة.
فأمّا زيادة النون بعد ألف التّثنية ، نحو قولنا : الزّيدان ٧٤ والعمران ، / والزّيدين والعمرين ، وفي الجمع السالم ، نحو : الزّيدون والعمرون ، والزّيدين والعمرين ، فهي وإن كانت زائدة (٢) كما ترى إلّا أنها غير مصوغة في نفس الكلمة ، على سبيل اللّزوم ، بخلاف ما تقدّم.
وإنّما ذكر صاحب الكتاب (٣) التّثنية ولم يذكر الجمع ، لأنّ هذا الجمع على حدّ التّثنية ، من حيث أنّه يسلم فيه نظم الواحد كما يسلم في التّثنية. والتّثنية في ذلك الأصل ، فلذلك استغنى بذكرها عن ذكر الجمع ، مع أنّ الحكم فيهما واحد.
__________________
(١) في الأصل : لأن.
(٢) ش : مزيدة.
(٣) يريد : صاحب كتاب الملوكي.