قال الشارح (١) : الهمزة إذا وقعت حشوا كانت أصلا ، ولا يحكم بزيادتها إلّا بثبت ، لأنه لم تكثر زيادتها حشوا فيما ظهر اشتقاقه ، كما كان ذلك في أوّل بنات الثلاثة. فإذا الهمزة في «زئبر» وهو الزّغب (٢) على الفرخ ، وفي «ضئبل» وهي الداهية ، و «جؤذر» لولد البقرة ، و «برأل الديك» إذا نفش برائله ، و «بلأز الرّجل» : أكل ، و «اطمأنّ» من الطمأنينة ، و «ازبأرّ الشّعر» ، انتفش ، و «تكرفأ السّحاب» : ارتفع وبرئ بعضه من بعض ، الهمزة في ذلك كلّه أصل ، لأنّه لم يقم دليل على الزيادة ، والأصل عدم الزيادة.
وقد زيدت في أحرف يسيرة حشوا. قالوا : شأمل ، وشمأل. ومثالهما : فأعل ، وفعأل. قال (٣) :
* لما نسجتها ، من جنوب ، وشمأل*
__________________
(١) ش : قال شيخنا موفق الدين.
(٢) في حاشية الأصل : «الزغب : أول ريش الفرخ».
(٣) عجز بيت من معلقة امرىء القيس. وصدره : فتوضح فالمقراة ، لم يعف رسمها ديوانه ص ٨. وتوضح والمقراة : موضعان. ولم يعف : لم يدرس.
ونسجتها : تعاقبت عليها فمحت هذه وأثبتت هذه.