كدلالته في الأسماء ، واحتجوا بقولهم (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) بالرفع
والنصب والجزم في تشرب ، فالرفع نهي عن الجمع بينهما في الفم لأن الواو للحال.
والنصب نهي عن
الجمع بينهما في البطن ؛ لأن الواو تقدر بعدها أن ، والجزم نهي عن فعل كل واحد
منهما مجتمعين ومفترقين ، لأن النهي يقتضي التكرار.
وأجاب البصريون
بأن اختلاف المعاني في الأفعال بتقدير صيغ مختلفة ، لا بالإعراب ، إذ لو
كان بالإعراب لاتفقت المسائل لفظا أو تقديرا.
والتقدير هاهنا
مختلف ، ألا ترى في هذه المسألة : أن النصب بتقدير (أن) والجزم بتقدير (لا)
الناهية ، والرفع على المبتدأ ، لأن الواوي للحال لتعدد العطف ، وواو الحال لا
تدخل على المضارع المثبت ، فتعين حينئذ تقدير مبتدأ ، وهذه صيغ متغايرة دالة على
تلك المعاني.
قوله : (وأنواعه
رفع ونصب وجر) مذهب الأصوليين أن النوع أعمّ من الجنس ، والنحاة والفقهاء عكسوا ، وإنما لم يذكر الجزم مع أنه
من أنواع الإعراب ، لأنه [و ٦] هاهنا ذكر أحوال الاسم والجزم من أحوال
__________________