قوله : (أو مقدما على المستثنى منه) هذا الموضع الثاني من المستثنى الواجب نصبه ، وإنما وجب نصبه إذا تقدم لأنه وإن كان في الموجب ، فالموجب منصوب ، وإن كان غير موجب فقد بطل البدل لأنه لا يتقدم على المبدل منه (١) ، وإن كان على المستثنى منه فجائز نحو (قام إلا زيدا القوم) و (ما قام إلا زيدا أحد) قال :
[٢٤٥] ومالي إلا آل أحمد شيعة |
|
ومالي إلا مشعب الحق مشعب (٢) |
ويجب النصب لتعذر البدل ، وحكي يونس (٣) جوازه نحو :
[٢٤٦] ... |
|
إذا لم يكن إلا النبيون شافع (٤) |
ضعيف ، لأنه فصل بين الصفة والموصوف ، وسيبويه يجيز البدل ويختاره
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٢٧ والعبارة منقولة عنه بتصرف دون عزو.
(٢) البيت من الطويل وهو للكميت بن زيد في الإنصاف ١ / ٢٧٥ ، وينظر المقتضب ٤ / ٣٩٨ ، واللمع ١٥٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٣٥ ، والمفصل ٦٨ ، وشرح ابن عقيل ٢ / ٦٠١ ، وشرح شذور الذهب ٢٨٤ ، وأوضح المسالك ٢ / ٢٦٦ ، والخزانة ٤ / ٣١٤ ـ ٣١٩. ويروى مذهب بدل مشعب.
والشاهد فيه قوله : (آل ومشعب) حيث نصب المستثنى بإلا في الموضعين لأنه متقدم على المستثنى منه وفي ذلك يجوز النصب لتعذر البدل والكلام منفي.
(٣) ينظر رأي يونس في الكتاب ٢ / ٣٣٧ ، وشرح الرضي ١ / ٢٢٧ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٦٠٢.
(٤) عجز بيت من الطويل ، وصدره :
فإنهم لا يرجون منه شفاعة
وهو لحسان بن ثابت كما في ديوانه ٢٤١ ، ينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٩٢٠ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٦٠٢ ، وشرح التصريح ١ / ٣٥٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١١٤ ، وهمع الهوامع ٣ / ٢٥٧.
والشاهد فيه قوله : (إلا النبيون) حيث رفع المستثنى مع تقدمه على المستثنى منه والكلام منفي والرفع في ذلك غير المختار وإنما المختار نصبه.