باعد أونح) وجاز اجتماع ضميري الفاعل والمفعول لشيء واحد لأنه منفصل ، كما في (ما ضربت إلا إياك) وذهب أبو البقاء (١) والأندلسي : أن المقدر فعل يتعدى إلى اثنين ، أي (وقّ أو جنب نفسك الأسد) والواو يحتمل أن تكون زائدة ، أو بدل من حرف الجر ، كما قالوا (شاة ودرهم) أي (شاة بدرهم) وضعف بأن حرف العطف لا يكون زائدا ، وإبداله من حرف الجر شاذ. [و ٤٩]
قوله : (مثل إياك والأسد) يعني أن التحذير ثلاث صيغ ، الأولى بالواو نحو : إياك والأسد ، وإياك وإياه : قال الشاعر :
[٢٠٨] ولا تصحب أخا الجه |
|
ل وإياك وإياه (٢) |
الثانية بـ (من) ظاهرة أو مقدرة ، فالظاهرة نحو (إياك من الأسد) ومن (أن تحذف) ، والمقدر مع (أن) والفعل نحو : (إياك أن تحذف) لأن حروف الجر يجوز حذفها مع (أن) و (أنّ) قياسا لطولهما بالصلة (٣) ومحل (أن) والفعل قيل : جر ، وقيل : مفعول له ، وقيل : مفعول به.
الثالثة : التكرار : وهو أن يكون ظاهرا نحو : (الأسد الأسد) و (النار النار) ، ومضمرا متكلما ومخاطبا وغائبا ، نحو (إيّاي إيّاي) ، و (إيّاك إياك) ، (إياه
__________________
(١) أبو البقاء هو : عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين الإمام محب الدين العكبري البغدادي الضرير النحوي الحنبلي من عكبرا توفي سنة ٦١٦ ه صنف إعراب القرآن ، وإعراب الحديث ، وشرح الإيضاح ، وشرح أبيات الكتاب ، وإيضاح المفصل وغيرها ، ينظر ترجمته في البغية ٢ / ٣٨ ـ ٣٩.
(٢) البيت من الهزج وهو بلا نسبة في همع الهوامع ١ / ١٧٠ والدرر ٣ / ١٠.
والشاهد فيه قوله : (إياه) حيث جاء المحذر منه ضمير غائب معطوفا.
(٣) ينظر شرح الرضي فإن هذه العبارة منقولة عن الرضي بتصرف ١ / ١٨٣.