ك (سلام عليه) و (ويل له).
[١٠١] ... |
|
فترب لأفواه الوشاة وجندل (١) |
تخصص لنسبته ، إلى الفاعل ، فهو في معنى المضاف ، لأن الأصل سلمت سلامي ثم سلمت سلاما ثم سلام) ، حذفت الإضافة للاختصار ، فانتصب ثم حذف الفعل أيضا للاختصار ، ثم عدل إلى الرفع ليفيد الاستمرار في كل وقت ، لأنه إذا كان منصوبا كان في معنى الفعل (٢) ، ولهذا قيل : إن سلام إبراهيم عليهم أيلغ من سلام الملائكة ، حيث قالوا (سلاما) بالنصب ، فقال (سلام) بالرفع ، وكذلك (ويل له) لأن أصله (هلك ويلا) أي هلاكا فرفع بعد حذف الفعل لإزالة الحدوث (٣) ، وإفادة الاستمرار. قال الوليد : (٤) ويلزم على هذا التعليل جواز الابتداء بكل مصدر ، وإن لم يكن دعاء له ولا عليه ، نحو (ضرب لزيد ، وعجب لك) ومفهوم كلام النحاة قصر ذلك على الدعاء ، وجوابه بأنه كثير في الدعاء فقصر عليه ، والله أعلم. وقد عدوا من وجوه التخصيص النكرة المعطوفة
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في الكتاب ١ / ٣١٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٨٣ ، والمتقتضب ٣ / ٢٢٢ ، وشرح المفصل ١ / ١٢٢ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٣٩٩ ، وهمع الهوامع ٣ / ١٣٠.
وصدره :
لقد ألب الواشون ألبا لبينهم
والشاهد فيه قوله : (فترب) حيث رفع الابتداء ، وهو نكرة لما فيه من معنى المنصوب و (لأفواه) هو خبر المبتدأ النكرة (ترب).
(٢) ينظر شرح المصنف ٢٤ ، وشرح الرضي ١ / ٩١.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٩١ والعبارة منقولة بتصرف.
(٤) الوليد محمد التميمي النحوي المصادري المشهور بولاد مات سنة ٢٦٣ ه لازم تلميذ الخليل المهلبي ثم الخليل نفسه ، ينظر بغية الوعاة ٢ / ٣١٨.