[٧٦] كساك ولم تستكسه فاشكرن له |
|
أخ لك يعطيك الجزيل وناصر (١) |
والتاء الزائدة على الثلاثة ، فقيل لا يجوز ، وقيل يجوز : لوروده في الجار والمجرور نحو (كما صليت وباركت ، وترحمت ، وتحننت ، وسلمت على إبراهيم) (٢) وليدخل بأكثر المعمولات والثلاثة ، نحو : (أعطيت وكسوت زيدا جيبه) و (أعلمت وأنبأت زيدا عمرا قائما) وفيه مذاهب ، أجازه المازني وغيره مطلقا ، ومنهم من منعه ، وأجازه الجرمي (٣) في الاثنين دون الثلاثة ، لأنه لم يسمع في الثلاثة ، وباب التنازع خارج عن القياس.
قوله : (ظاهرا) يحترز من المضمر فإنه لا يصح فيه التنازع ، وهو ضعيف ، لأن ظاهر كلامه المنع في المضمر مطلقا ، وأنت تقول : إن كان المضمر متصلا ، فهو معمول لما اتصل به لأنه كالجزء منه ولا تنازع فيه ، مرفوعا كان ، أو منصوبا أو مجرورا ، وإن كان منفصلا فإن كان منصوبا أو مجرورا ، منصوب المحل جاز فيه التنازع (٤) ، نحو (ما ضربت وأكرمت إلا إياك) و (ما قمت وقعدت إلا بك) وإن كان مرفوعا ، نحو (ما قام وقعد إلا أنا) وأجازه بعضهم ، ومنعه الأكثر ، واختاره المصنف (٥) ، لأن من شرط
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ١٦٦ ـ ٣٠٩ ، وينظر حماسة البحتري ١٤٩ ، وسمط اللالئ ١٦٦ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٧٤.
والشاهد فيه قوله : (كساك ولم تستكسه فاشكرن له أخ) حيث تنازع ثلاثة عوامل وهي كساك ولم تستكسه فاشكرن معمولا واحدا وهو أخ فاعمل الأول في هذا المعمول.
(٢) التنازع هنا التأثير في الجار والمجرور وهو (على إبراهيم) وقد تنازع خمسة أفعال العمل في الجار والمجرور.
(٣) ينظر رأي الجرمي في الهمع ٥ / ١٤٦.
(٤) ينظر شرح الرضي ١ / ٧٨.
(٥) ينظر شرح المصنف ٢١.