السماع فقوله : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(١) فلو كان مثنى لقال أتيا ، وقال الشاعر :
[١٥] كلا يومى أمامة يوم صدّ |
|
وإن لم نأتها إلّا لماما (٢) |
فلو كان مثنى لقال (يوما) ، لأن المثنى لا يعود له مفرد إلا شاذ نحو :
[١٦] وكأنّ في العينين حبّ قرنفل |
|
أو سنبلا كحلت به فانهلت (٣) |
وأما القياس فلأنهما لو كانا مثنيين أدى إلى إضافة الشيء إلى نفسه في قوله : (جاء الزيدان كلاهما والمرأتان كلتاهما) ولأنهما لا يعربان إعراب المثنى إلا بشرط إضافتهما إلى المضمر على الصحيح وهذا ليس بشرط في المثنى ، وذهب الكوفيون إلى أنهما مثنيان (٤) لأنهما يعربان إعراب لمثنى ولأنه قد جاء مفردا (كلتا).
[١٧] في كلت رجليها سلامى واحده |
|
كلتاهما مقرونة بزائدة (٥) |
__________________
(١) الكهف ١٨ / ٣٣ وتمامها : (وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً.)
(٢) البيت من البحر الوافر وهو لجرير في ديوانه ٧٧٨ ، وينظر الإنصاف ٢ / ٤٤٤ ، وشرح المفصل لابن يعيش ١ / ٥٤ ، واللسان مادة (كلا) ٥ / ٣٩٢٤.
والشاهد فيه قوله (كلا يومي أمامة يوم صد) حيث أخبر بيوم وهو مفرد عن كلا وذلك يدل على أن كلا مفرد في اللفظ وهو مثنى في المعنى.
(٣) البيت من البحر الكامل وهو لسلّمى بن ربيعة في أمالي القالي ١ / ٨١ ، وسمط اللالئ ١ / ١٧٣ ـ ٢٦٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوفي ٥٤٧ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ١٢١ ، وتذكرة النحاة ٣٥٨ ، واللسان مادة (هلل) ٦ / ٤٦٨٩.
والشاهد فيه قوله : (كجلت). (فانهلت) حيث أعاد الضمير فيهما مفردا وهو يعود إلى مثنى (العينين) والقياس كحلتا فانهلتا.
(٤) ينظر شرح الرضي ١ / ٣٢.
(٥) الرجز بلا نسبة في اللمع ١٧٢ ، والإنصاف ٢ / ٤٣٩ ، وشرح الرضي ١ / ٣٢ ، واللسان مادة (كلا) ـ ٥ / ٣٩٢٤ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٥٩ ، وهمع الهوامع ١ / ٤١ ، وخزانة الأدب ١ / ١٢٩ ـ ١٣٣.
الشاهد فيه قوله : (كلت) مما يدل على أن كلا وكلتا مثنى لفظا ومعنى والمسألة فيها خلاف.
انظر الإنصاف ٢ / ٤٣٩ وما بعدها ، وشرح الرضي ١ / ٣٢.