ثالثا : أن تتطابق الصفة مع المعمول فى العدد :
فإذا كان الخبر السببىّ متطابقا مع ما بعده فى التثنية والجمع تعيّن كونه خبرا مقدما لمرفوعه وتكون الجملة الاسمية فى محل رفع خبر المبتدإ الأول. ومن أمثلة ذلك أن تقول :
الرجل كرماء ذووه ، فيكون (الرجل) مبتدأ مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة. (كرماء) خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ذووه) ذوو : فاعل لكرماء سدّ مسدّ المبتدإ الثانى مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ، وهو مضاف وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الاسمية (ذووه كرماء) فى محل رفع ، خبر المبتدإ الأول.
ومثله : الولد طويلتان يداه. الشجرة مورقان غصناها ، الأب مهذبات بناته ، القرية شجعاء أهلها.
ب ـ الخبر الاسم الجامد :
قد يكون خبر المبتدإ اسما جامدا محضا ، أى : يكون غير مشتقّ ، ذلك نحو : سعاد أختك. شريف غلامك.
رفيق أخوه. غادة بنتك.
حاتم ابنك الأصغر.
الجمل السابقة جمل اسمية ، المبتدآت فيها هى : سعاد ، شريف ، رفيق ، غادة ، حاتم ، وأخبارها هى : أخت ، غلام ، أخو ، بنت ، ابن ، وأنت ترى أن الأخبار لا تتحمل ضميرا يعود على المبتدإ ؛ لأنها أسماء جامدة عارية من الوصفية فى رأى كثير من النحاة ، وإنما أفادت معنى الأخوة والغلامية والبنوّة.
ويذهب نحاة آخرون ـ الكوفيون وعلى بن عيسى الرمانى ـ إلى أن مثل هذه الأسماء تتحمل الضمير ؛ لأنها وإن كانت أسماء جامدة غير صفات فإنها فى معنى ما هو صفة ؛ ولأنه لّما كان أحد الجزأين محكوما به على الآخر لم يكن له بد من ضمير يكون رابطة بينهما ، ويمكن أن يؤول الاسم الجامد الذى يخبر به بمشتق ، كأن تقول : الجندىّ أسد ، إذا أريد به شجاع ، ويلحظ أن هذا النوع من الخبر هو المبتدأ نفسه فى المعنى.