وكذلك إذا استويا فى التنكير فإن الأول منهما يكون اسمها ، والآخر خبرها المنصوب (١).
ب ـ اجتماع النكرتين
يخبر بالنكرة عن النكرة إذا أفاد ذلك ، كأن تقول : ما كان طالب غائبا اليوم ، حيث النكرة المرفوعة (طالب) اسم (كان) ، أما خبرها فهو النكرة المنصوبة (غائبا).
ويقال : ما كان أحد مجترئا عليك. تقول : ما كان حاضر غافلا عن الشرح ، ما كان شاهد ممتعضا من العرض. ما عالم إلا عبقرىّ ، وما مجرم إلا شيطان إنسىّ.
ومن الإخبار عن النكرة المحضة إذا حصلت فائدة قول ابن ميّادة : ما دام فيهن فصيل حيا ، حيث جاء اسم (ما دام) نكرة ، وهو (فصيل) ، لكننا نلحظ أن شبه الجملة (فيهن) التى تقدمت على اسم (ما دام) ، وهى متعلقة بالخبر قد أفادت معنى ؛ لأنها لو حذفت لانقلب المعنى تماما ، فكأن شبه الجملة التى تقدمت ضارعت الخبر فى الفائدة.
ومثل ذلك قوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص : ٤]. حيث تقدمت شبه الجملة المتعلقة بالخبر (له) على اسم (يكن) النكرة (أحد) ، فالتقدم أفاد معنى ، كما أن ذكرها أفاد معنى.
وأنت تلحظ أن المتعلقات بالخبر وحروف المعانى الزائدة فى الجملة التى يكون الاسم فيها نكرة قد أفاد كلّ ذلك معنى لم يحدث مع حذفها ، بل ينقلب المعنى ويتحول بدونها ، وعندئذ يجوز أن يخبر عن النكرة.
ضمير الفصل فى الجملة الفعلية المحولة
قد يذكر ضمير الفصل بين معمولى (كان) وأخواتها المعرفتين ، حيث يذكر ضمير الفصل بين المعرفتين لئلّا يتوهّم الصفة ، فيحدث اللبس بين الخبر النعت ، فيفصل بالضمير للإشارة إلى أن المعرفة الثابتة هى المراد بها الخبر.
__________________
(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٥٤ ، ٥٥.