لكنه من الأفضل أن نذهب إلى بساطتها مع التقادم اللغوى والثبات عبر الأجيال فى استخدامها بنيويا ودلاليا حتى لا نتشعب فى إعرابها ، ويمثل لذلك بما قيل فى (كأن).
(لعل):
حرف ناسخ يفيد معنى التوقع. ولا يكون التوقع إلا فى أمر ممكن حدوثه ، ويعبر عنه بالترجّى أو الرجاء فى الأمر المستحب ، نحو : (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [البقرة : ١٨٩]. فالفلاح أمر مستحبّ مأمول أو مرجى ، واسم (لعل) هو ضمير المخاطبين فى محل نصب ، أما خبره فهو الجملة الفعلية (تفلحون) فى محلّ رفع.
ومنه قولك : لعلّ الحبيب قادم.
وقوله تعالى : (إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ)(١) [يونس : ١٠] ، حيث اسم (لعل) ضمير المتكلم (الياء) فى محل نصب ، أما خبرها فهو الجملة الفعلية (آتيكم) فى محل رفع.
ـ (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(٢) [الزخرف : ٣].
__________________
(١) (إنى) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (آنست) فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (نارا) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (لعلى) لعل : حرف ترج ناسخ مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم لعل. (آتيكم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر لعل. (منها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإيتاء. أو فى محل نصب حال من قبس. (بقبس) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالإيتاء.
(٢) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (جعلناه) جعل : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (قرآنا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عربيا) صفة لقرآن منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.
(لعلكم) لعل : حرف رجاء مبنى على الفتح ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، اسم لعل. (تعقلون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر لعل.