ويجهد النحاة أنفسهم فى عامل الرفع فى كل منهما ، ويختلفون فيما بينهم على النحو الآتى :
أولا : يذهب سيبويه إلى أن المبتدأ يرفع لمنزلته في الابتداء ، أما الخبر فإنه يرفع لأنه مبنى على المبتدإ ، فهو مرتفع به (١) ، ويشارك جمهور النحاة سيبويه هذا الرأى (٢).
ثانيا : يذهب المحققون من البصريين ، وعلى رأسهم الأخفش وابن السراج والرمانى إلى أن العامل فى المبتدإ والخبر معا عامل معنوى ، وهو الابتداء ؛ لأنه طالب لهما ، فعمل فيهما (٣).
ثالثا : يرفعان لأنهما مجردان من العوامل اللفظية للإسناد ، وهو مذهب الجرمى وكثير من البصرين (٤).
رابعا : يرى بعضهم أن المبتدأ مرفوع لشبهه بالفاعل ، وهو مردود عليه.
خامسا : العامل فى الخبر الابتداء ، وهو مذهب المبرد (٥).
سادسا : يذهب الكوفيون وعلى رأسهم الكسائى والفراء إلى أنهما ترافعا ، فالمبتدأ يرتفع بالخبر ، والخبر يرتفع بالمبتدإ ؛ لأن كلا منهما طالب للآخر ومحتاج له ، وبه صار عمدة ، كما نسب هذا الرأى أيضا إلى ابن جنى وأبى حيان ، وهو المختار لدى السيوطى (٦).
سابعا : وينسب إلى الكوفيين أن المبتدأ مرفوع بالذكر الذى فى الخبر ، وهو الضمير الذى يتضمنه الخبر ويعود على المبتدإ ، فإذا لم يكن ثمة ذكر ترافعا.
__________________
(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٢٧.
(٢) يرجع إلى : المفصل ٢٤.
(٣) التسهيل ٤٤ / الهمع ١ ـ ٩٤.
(٤) المساعد ١ ـ ٢٠٦.
(٥) ينظر : المقتضب ٢ ـ ٤٩ / ٤ ـ ١٢ ، ١٢٦.
(٦) ينظر : التسهيل ٤٤ / الهمع ١ ـ ٩٤.