الخبر جملة دعائية :
نحو قوله تعالى : (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [النور : ٩]. وذلك بكسر الضاد وفتح الباء فى قراءة نافع (١) ، على أنّ (أن) المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الفعلية ذات الفعل الماضى (غضب الله) ، وهى دعائية.
ومثل ذلك قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها.)
[النمل : ٨]. حيث يكون من أوجه (أن) أن تكون مخففة من الثقيلة (٢) ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الفعلية ذات الفعل الماضى (بورك من فى النار) ، على أنها جملة دعائية.
الخبر فعل جامد :
فى قوله تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(٣) [النجم : ٣٩] ، والتقدير : وأنه ليس للإنسان .. ، فتكون (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن
__________________
والجملة الاسمية فى محل خبر أن ، والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به لعلم. (من) اسم موصول مبنى فى محل جر مضاف إليه. (يحفى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (وينتعل) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ينتعل : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب بالعطف على جملة الصلة.
(١) فيها قراءتان أخريان :
أ ـ قراءة الحسن وأبى رجاء وقتادة والسلمى وعيسى بتخفيف (أن) و (غضب) اسما ، بفتح الغين والضاد وضم الباء ، وذلك على أنه مبتدأ ، خبره شبه الجملة (عليها) وتكون الجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر (أن) المخففة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وهذا مثال للسابق ذكره.
ب ـ قراءة العامة بتشديد نون (أنّ) وفتح كل حروف (غضب) على أنها اسم (أن) المشددة منصوب ، وخبرها شبه جملة (لعل). ينظر : الدر المصون ٥ ـ ٢١١.
(٢) من أوجه (أن) هنا :
أ ـ أن تكون مفسرة لتقدم ما هو بمعنى القول عليها.
ب ـ أنها الناصبة للمضارع ؛ ولكنها وصلت هنا بالماضى ، وتكون مصدرا مؤولا منصوبا على نزع الخافض.
(٣) (ما) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، اسم ليس مؤخر ، أو : حرف مصدرى ، ويكون المصدر المؤول (ما سعى) فى محل رفع ، اسم ليس مؤخر ، والتقدير : ليس للإنسان إلا سعيه ..