٥ ـ أن تقع (إنّ) مع معموليها بعد قسم ، دون ذكر اللام بعدها :
أى : تكون (إن) مع معموليها جوابا للقسم دون ذكر اللام بعدها ؛ لأن اللام تكون فى موضع ابتداء دائما ، من ذلك قول رؤبة :
أو تحلفى بربّك العلىّ |
|
أنّى أبو ذيّالك الصبىّ (١) |
وفيه يجوز أن تكسر همزة (إن) على أنها جواب للقسم ، وجواب القسم لا محلّ له من الإعراب ؛ لأنه فى موضع ابتداء ، وبذلك تمثل جملة تامة مستقلة.
ويجوز الفتح على تقدير حرف جرّ قبل (أن) تقديره (على) ، والتقدير : أو تحلفى على أنى أبو ... ، فتكون (أن) مع معموليها مصدرا مؤولا فى محلّ نصب بنزع الخافض ، وهو متعلق بالقسم ، فلا تكون مستقلة معنويا.
٦ ـ أن تقع بعد (لا جرم) لفظا :
كما هو فى قوله ـ تعالى ـ : (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ.) [النحل : ٢٣]. العامة على فتح همزة (أن) ، حيث يغلب الفتح فى هذا الموضع ، فاللفظ (جرم) يعدّ فعلا ، والمصدر المؤول فاعله ، فلا يستغنى بأحدهما عن الآخر ، ويكون المعنى : وجب علم الله. وتكون (لا) ـ حينئذ ـ زائدة ، أو : مركبة مع جرم تركيب (خمسة عشر) ، وصار معناهما معنى فعل.
والتقدير : حق وثبت ووجب علم الله استكبارهم ....
__________________
(١) ضياء السالك ١ ـ ٣٢١ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٩ / قاله وقد قدم من سفر ، فوجد امرأته قد ولدت غلاما فأنكره.
(أو) حرف عطف مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تحلفى) فعل مضارع منصوب بأن المقدرة بعد أو ، وعلامة نصبه حذف النون ، وضمير المخاطبة مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بربك) حرف جر مبنى ، مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلقة بالحلف. (العليّ) نعت لرب مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أنى) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (أبو) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة. ومع فتح الهمزة يكون المصدر المؤول منصوبا على نزع الخافض ، ومع كسرها تكون الجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب. (ذيالك) اسم إشارة مبنى فى محل جر بالإضافة. (الصبى) عطف بيان أو بدل من اسم الإشارة مجرور ، وعلامة جره الكسرة.