وهذه أضيفت إلى (مركب آثور).
وهذه الأربعة كانت تسير بين استانبول والعراق في كل ثلاثة أشهر مرة ، وتذهب مرة إلى إنكلترا ، فنظم موعد سيرها. وكان من أعظم لوازمها الفحم. تأخذه الحكومة من إنكلترا ، وكذا كانت تحتاج إلى موانىء في عدن ومسقط وبندر بوشهر ، فكانت تحتاج أن تجعل وكلاء في تلك الأماكن لتقوم بالمهمة ، وكانت الضرورة تدعوها أن تحفظ في بلدة عدن مقدار ثمانية آلاف أو عشرة آلاف طن من الفحم الحجري ، وأن تجعل هناك مركزا لمراكب الدولة فيما إذا أرادت السير إلى البحر الأحمر وغيره فتأخذ من ذلك الفحم ، فتسهل أمر تلك المراكب ..
إن مركب بابل اشترته الدولة بطريق المزايدة بمبلغ (٣٣) ألف ليرة في حين أنه كلف ثمانين ألفا. ولم تمض على عمله إلا سنتان وبسبب إفلاس الشركة بيع ، وكان أول سفره من البصرة إلى الحج ربح (٣٥) ليرة ..
وهذه السفن البحرية تأسست لها (إدارة عثمانية) قيل لها (العمان العثماني) وقد اشتهر حسن انتظامها في الأنحاء المجاورة ، وصارت تربح شهريا نحو ألف ليرة من التجارة ، وبقيت هذه المراكب ، وظهر تفعها. استمرت على هذا الوجه ، فأمنت للمملكة حاجة ومنفعة من هذه الطريقة (١) ..
والأمر لا يصح أن يقتصر على أيام مدحت باشا بل نرى أنها أصابها تضعضع وخلل .. حتى عادت غير صالحة أو زالت من البين. وما ذلك إلا لأن أخلاف مدحت باشا لم يرعوا هذه المؤسسة.
__________________
(١) تبصره عبرت ص ٨٩.