حوادث سنة ١٢٧٥ ه ـ ١٨٥٨ م
بقية الحوادث السابقة :
قال المؤرخ المذكور :
«ثم طلع الوزير في المحرم بنفسه ، ومعه جملة عسكر ، ونازلهم إلى أن تنحوا عنه ، ولحقهم إلى أطراف السماوة بلا قتال منه ولا منهم. ثم في آخر المحرم وقعت محاربة بين الأعراب وبين عساكر الوزير ونشبت الحرب فيما بينهم مقدار ست ساعات ، وانتصر الأعراب على العسكر وقتل منهم مقدار خمسمائة نفس ، وقتل القليل من الأعراب ، ثم في اليوم الثاني ارتحل العسكر عن مكانه بأمر الوزير ، ونزل الجربوعية وفي اليوم الثالث ارتحل ونزل هو وعساكره الحلة خائفين ، ولو لم يرحل وجنوده معه لبيتوه ليلا وهجموا عليه وعلى معسكره وأكثروا فيهم القتل حتى إنه لما كان في مقامه الأول وهو وعسكره أمامهم هاجوا عليه في الليل وهجموا على العسكر ، وقتلوا مقدار مائة نفر فأكثر.
ولما ظعن العسكر وهو معهم ودخل الحلة أعلم الناس أنه يريد سد الهندية التي هي مدار قوة العرب لأنه ما زالت الهندية مكسورة لم يقدر عليهم الوزير حيث إنهم يتحصنون بأهوارها وبطائحها ، ويعيشون في أطراف الأراضي البعيدة ولم يتمكن منهم الوزير ولا عسكره ، لأنه يكون ما حولهم من جميع الجهات ماء محيط بهم مقدار ست ساعات ، وبعض الأماكن أكثر. وأمر بإرسال عشرة آلاف جراب وخمسمائة مسحاة لأجل سد الهندية. والدفتردار قائممقام في بغداد قد أمسك بما أراد الوزير من الجربان ...» اه (١).
وهنا تنقطع الحوادث. وقد عرفت الأوضاع ، وأن الوزير علم أنه
__________________
(١) التاريخ المجهول.