يدعى عثمان النجدي ، وقد مرّ في طريقه بكبيسة وهيت ، فوصل إلى بغداد سنة ١٨٦٨ م بعد أن أمضى عدة وثائق مع مشائخ العربان يتعهدون بموجبها أن يحافظوا على القوافل مقابل مبالغ معينة يتقاضاها المشائخ كل ثلاثة أشهر يستوفونها من الكونت أو من ممثليه ببغداد ، وأدى لهم مبالغ جسيمة كمقدمة ..
سمع بذلك نامق باشا ، وعلم بما جرى من اتفاقات دون علم منه فاستدعى وكلاء الكونت في بغداد ، وأمرهم أن يقطعوا العلاقة به ، ففعلوا ، ولما واجه الوالي ، وتفاوض معه ، أفهمه أنه لا يستطيع الموافقة على ما يريد من جهة أنه لا يحمل فرمانا يخوله حق القيام بهذا المشروع ، كما أنه لا يحمل كتاب توصية من الوزارة ذات الاختصاص .. وقال له الوالي إن الحكومة لها من القوة ما تستطيع به حماية القوافل من غير حاجة إلى دفع مثل هذه الاتاوة إلى المشائخ ..!
ثم سافر الكونت إلى استانبول بعد أن أوصى وكلاءه في بغداد أن يستمروا في دفع الأقساط المستحقة للمشائخ في أوقاتها المعينة ريثما يستحصل فرمانا بذلك ، وفي الأثناء حدث أن فتحت قناة السويس ، فلم تعد حاجة لمثل هذا المشروع ، وقالوا : عرف مؤخرا أن معارضة الوالي كانت بتحريض من القنصل البريطاني ..
هذا. ونرى الأستاذ سليمان فائق يطري كثيرا أعمال هذا الوالي ، ويتألم لانفصاله ، ويقول إن الأهلين لم يرغبوا في عزله وانفصاله عن بغداد ..
حوادث سنة ١٢٨١ ه ـ ١٨٦٤ م
ثارت عشائر :
١ ـ الظوالم : من عشائر السماوة وهم في أراضي الرميثة.
ويعدون من بني حچيم (بني حكيم). ومنهم من يعتبرهم