منصبك ، وصدر أمري الجليل القدر من ديواني الهمايوني إيذانا بذلك وتفهيما فليكن ذلك معلوما لدى رويّتك والمنتظر المأمول من حميّتك أن تقوم بالمهمات المسرودة أعلاه ، وتعمل بالأساسات المعدودة المتعينة ، وأن تبذل جل الهمة في إيفاء وظائف هذا المنصب. تحريرا في الخامس عشر من شهر ذي القعدة سنة ١٢٨٥ ه» (١). وفيه صراحة بذكر ما أودع إليه من مهام ، وما طلب منه من خدمات لما وثقت الدولة منه وجربته في مهام أخرى قبل أن يودع هذا المنصب إليه.
وبعد قراءة هذا الفرمان ألقى الوزير خطابا باللغة التركية نقلته جريدة الزوراء إلى العربية. وهذا مجمله :
«قد علم من يعرف التركية حكم هذا الفرمان العالي السلطاني ، ومن لم يعرف وجب عليه أن يعرف من غيره ، وأن جل مقاصد سلطاننا أن ينال الأهلون الرفاه والسعادة في ظل العدل والرأفة سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ، ذكورا وإناثا ، أفرادا وجماعات ، وأن ينالوا الحد اللائق من استكمال ذلك والمحافظة عليه ، وأن أول واجب الموظفين أن يخدموا هذه المهمة ويقوموا بها خير قيام.
تعلمون أن الخلقة البشرية متفاوتة ، فلا تتشابه ، وكذلكم الأفكار والطبائع متباينة ، ولذا لا يتيسر إدارتها برأي كل شخص وما يوحيه إليه فكره ، وإنما يتحتم أن يكون له مركز إدارة. ينظر في وسائل الحاجات والثروة والأمن بالنظر للحال والزمان والموقع والمكان وما توجبه تلك الأحوال من حاجات وضرورات ، فتتفرع له قاعدة من هذا المركز مطردة يجري عليها ، ومعلومات مكملة. وبذلك يتيسر الحصول عليها فتقسم بهذا الوجه ، وأن كل ما تشذ عنه الإدارة ، ولا تراعى المركز ، وتمشي
__________________
(١) الزوراء عدد : ١ المؤرخة في ٥ ربيع الأول سنة ١٢٨٦ ه ـ ١٨٦٩ م.