وصلوا مدينة خورفكان في اليوم التالي وبعد أن أخذ الجيش ماءه مضوا في طريقهم حتى وصلوا إلى ولاية عمان ، وجاؤوا إلى بلدتها صحار (١). ثم مضوا في البحر نحو ١٧ يوما أيضا. وفي ٢٦ من شهر رمضان ليلة القدر فاجأتهم سفن العدو مرة أخرى. جاءت من قرب مدينة مسقط وقلهات (٢) هاجمتهم سحرا من ميناء مسقط وهي اثنتا عشرة بارجة واثنان وعشرون غرابا فالمجموع ٣٤ قطعة من السفن. صال بها كوه ابن الحاكم وهو القبطان ومعه جيوش لا تحصى فنصب الشراع وتقدم ببوارجه وقليوناته ونصب (مايسترا) أي (شراعا) وپنتة (شراعا صغيرا) لكل منها ، وكذا نصبوا للقراولات شراعها ، وزين العدو سفنه بفلانديرات (رايات أو أعلام صغيرة) ومشى عليهم ، وهم أيضا طلبوا العون من الله وتأهبوا في جانب من الساحل فجاءتهم البوارج فاصطدمت بالقدرغات واشتعلت نيران البنادق والمدافع فيما بين الفريقين ، وتعاطوا رشق السهام وتضاربوا بالسيوف فآل الأمر إلى حالة لا يستطيع المرء وصفها.
كان هولها عظيما حتى هلكت بوارج للطرفين واحترق بعضها وكانت ضائعات سيدي علي بارجة وست قدرغات ، لحد أن أنهكت قوى الطرفين وصارت الحرب في أطراف السفن.
وكان من ضايعات العثمانيين (علمشاه رئيس) ، و (قره مصطفى) ، و (قلفات ممى). وقائد المتطوعين مصطفى بك الدرزي ، وسائر أفراد مصر ، وأصحاب الآلات ، فكان المجموع نحو مائتين. وحينئذ رمى
__________________
(١) في معجم البلدان تفصيل عن صحار فتحها المسلمون سنة ١٢ ه. وفي رحلة سيدي علي وردت بلفظ (سخار) وليس بصواب.
(٢) جاء في لغة العرب أنها قريات ، فحرف أو صحف حين الطبع وهو بلد معروف بهذا الاسم والصواب أنها (قلهات). ومسقط وردت في معجم البلدان. وتلفظ مسكت.