والدولة العثمانية واحدة في أصلها متنوعة في مظاهر إدارتها نظرا لطول عمرها. ولا يمكن بوجه أن تسرد وقائعها من أولها إلى آخرها ولكن حالتها القطعية يصح أن توزع إلى فصول بما حدث من وقائع جليلة وتقسم على أشهر الحوادث وما حصل من أهم الوقائع وتعتبر هذه وقفات مهمة.
وموضوع بحثنا مقصور على ما كان بين فتح بغداد على يد السلطان سليمان القانوني وبين استعادتها للمرة الثانية أيام السلطان مراد الرابع في ١٨ شعبان سنة ١٠٤٨ ه ـ ١٦٣٨ م. وهو الحكم المباشر الأول.
المراجع والمآخذ (١)
حدثت في هذا العهد وقائع عظيمة في العراق ، وتعاقبت إدارات مختلفة متأثرة بالدولة أو بشخصية الوزراء. وفي خلال ذلك ضاعت حوادث عديدة ، وكثرت فترات متسببة عن انحلال في الدولة ، واضطراب في الحكم ، وتدمير للوثائق ، فنحن في أشد الحاجة إلى معرفة ما ضاع ، والحصول على ما فات والتماسه من مظانه ... والنهم العلمي لا يهدأ عن الاستزادة ، ولا يمنع من نشر الميسور على أن نكون في تثبيت لما يعثر عليه. ولعل في المعروف ما يبصر بالحالة.
ولا شك أن الوثائق كثيرة والمؤلفات عديدة إلا أنها لا تعين إلا علاقة حروب أو صلة بالحكومة أو بالأهلين فلا تبين أحوال القطر مفصلا بل نراه مبتور الحوادث ، تتخلله فواصل فلا نجد الوقائع متسلسلة
__________________
(١) لم أتعرض في المراجع لما ليس له علاقة مثل كتاب (الدر المسلوك) للحر العاملي وعندي نسخة منه بخط مؤلفها وهي وحيدة ، وهكذا الرحلات يجب ان يبين فيها ما فات ، أو أغفل ذكره من وقائع أو مشاهدات وإلا فليس الحل إيراد أسمائها ، والأغلاط الفاضحة ليست موضوع البحث فلا محل للإطالة بما لا طائل له.