حوادث سنة ١٠٤٩ ه ـ ١٦٣٩ م
نقيب السادات وسادن مشهد الإمام الحسين
نقيب سادات بغداد (السيد دراج) كان سادن حضرة الإمام الحسين (رض) وكان من الأعيان المشهورين ، وهو صاحب قوة ومكنة ، فلما استولى شاه العجم (الشاه عباس) على بغداد أحسن الظن به واعتقد فيه الاعتقاد الجميل ، فرعاه وأكرمه. فكان في مقام الخدمة. يفكر في العواقب ، فلم يغفل أمر العثمانيين. وكان في ذلك الحين أراد الشاه أن يقتل أهل السنة قتلا عاما ، فتوسط (السيد دراج) فقال له سأختار محبي آل علي ، وما عداهم فاقتلهم. وبهذه الوسيلة أنقذ خلقا كثيرا من القتل.
وهذا العمل المشكور كله لم يمنع الوالي من الوقيعة به بعلة أنه كان شيعيا معروفا بتشيعه ، فلم يتحمل شهرته ومكانته فاتخذ ذلك وسيلة للقضاء عليه (قتله) ، واستولى على أمواله الوافرة في حين يدعي أنه (درويش) ، فلم تردعه هذه الخدمة النبيلة ، ولا المكانة المقبولة. أراد هذا الوالي أن يستقل بنفوذ العراق وحده ، وأن تكون بغداد والأنحاء العراقية خالصة للدولة العثمانية. وقد جاء ذكر ذلك في تاريخ نعيما ، وفي فذلكة كاتب چلبي ، وفي خبر صحيح (١). والآن من بقايا السيد دراج (أسرة نقيب كربلاء). ومنهم النقيب الحالي صديقنا السيد الفاضل (حسن النقيب). وهو من الأخيار. وللتفصيل محل آخر.
وفاة السلطان مراد الرابع :
وفي ١٦ شوال سنة ١٠٤٩ ه توفي السلطان مراد. وكان بعد عودته إلى استانبول قد بنى قصرا نفيسا سماه (بغداد كوشكي) أي (قصر بغداد). بذل في عمارته وتزييناته الأموال الكثيرة واستخدم أرباب الفن والصنعة. كتب فيه الكتابات الخطية النفيسة من آيات محلولة بالذهب
__________________
(١) خبر صحيح. من كتب التاريخ المهمة المعتبرة يأتي في حينه.