عشر قطعوا كل صلة بحرية بين الهند وفارس ليفوزوا باحتكار هذا الطريق ...» اه.
وأقول بل بين الهند والعراق ومصر أيضا وحولوا وجهتها إلى ناحيتهم فقبضوا عليها بيد من حديد (١) ...
ومن ثم انتهت حكومة الچراكسة في التاريخ المذكور وكان لهم أسطول (٢). وابتدأت علاقات الترك العثمانيين البحرية مع حكومة البرتغال فإنهم ورثوا حكومة مصر. وكانت سابقا تجارة الهند مرتبطة بالغرب من طريق مصر والبندقية (ونديك) ومن طريق الشرق بالعراق وبنادر العجم. فالوجهة تغيرت بمزاحمة الإسبان والبرتغال فالأولى اكتشفت أميركا والأخرى وجدت طريقا للهند من جنوبي إفريقيا من رأس الرجاء الصالح. وأول ما عرف من علاقاتهم أنهم عاثوا في أنحاء البحر المحيط الهندي وسواحل العرب وإيران فقام ملك مصر بما قام به على يد قائده حسين الكردي. كانت قتلته السبب في تمكن البرتغال في تلك الأنحاء دون معارض أو مقاوم. والبحرية العثمانية في ذلك الحين لم تؤسس في البحر الأحمر (بحر القلزم) ومشغوليات العثمانيين في الفتوح والحروب البحرية الأخرى ألهتهم عن الالتفات كثيرا إلى البحرية في تلك الأطراف ...
ذلك ما دعا أن تنقطع المواصلات بين الهند ومصر والبندقية وبين الهند والعراق وتتوجه إلى البرتغال من طريق رأس الرجاء الصالح أو على يدهم في العراق وبذلك تمكنوا من قهر السواحل لهم وإذعانها
__________________
(١) وجهة الإسلام ص ٢٢.
(٢) تاريخ أسطول مصر من أيام الأيوبيين مذكور في قوانين الدواوين لأسعد بن مماتي ، ومن أيام من بعده في خطط المقريزي ، وفي كتاب حقائق الأخبار في دول البحار في المجلد الثاني منه.