إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

تحمیل

الحسين في طريقه إلى الشهادة

214/260
*

كم قتلنا من كريمٍ سيدٍ

ماجدِ الجدّين مقدامٌ بطلْ

صادِقِ النَجدَةِ قَرمٍ بارِعٍ

غَيرِ مُلتاثٍ لَدى وَقع الأَسَلْ (١)

فسل (المهراس) من ساكنه

بين أقحاف وهام كالحجلْ (٢)

ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزعَ الخزرجِ من وقعِ الأسلْ

حين حكّت بقباءِ بركها

واستحرّ القتلُ في عبد الأشلْ (٣)

ثُمَ خَفّوا عِندَ ذاكُم رُقَّصاً

رَقَصَ الحَفّانِ يَعلو في الجَبَلْ (٤)

فقتلنا الضعفَ من أشرافهم

وعدلنا ميلَ بدرٍ فاعتدلْ

لا ألومُ النفسَ إلاّ أنّنا

لو كررنا لفعلنا المفتعلْ

بسيوفِ الهندِ تعلو هامهمْ

عللاً تعلوهم بعد نهلْ (٥)

وقد أضاف إليها يزيد بيتين وهما :

لعبت هاشمُ بالملكِ فلا

خبرٌ جاءَ ولا وحي نزلْ (٦)

لستُ من خندفَ إن لم أنتقمْ

من بني أحمدَ ما كانَ فعلْ

قال الشبراوي : أخزاه الله في هذه الأبيات إن كانت صحيحة عنه ؛ فقد كفر فيها بإنكار الرسالة ، ولا ريب إنّ الله سبحانه قضى على يزيد بالشقاء ، فقد تعرّض لآل البيت الشريف بالأذى ، فأرسل جنده لقتل الحسين (عليه السّلام) وقتله وسبى حريمه وأولاده ، وهم أكرم أهل الأرض حينئذ على الله سبحانه. ولقد أبدى ابن ميسون في ذلك اليوم الشماتة بآل الرسول ، وأظهر كلّ ما كان يكنّه ضميره من الحقد الجاهلي كما قال ابن هاني الأندلسي (رحمه الله تعالى) :

__________________

(١) الملتاث : الضعيف.

(٢) المهراس : ماء بأحد بالقرب من قبر الحمزة عمّ النبي (صلّى الله عليه وآله).

(٣) قوله عبد الأشل : أي عبد الأشهل. والبرك : الصدر.

(٤) الرقص : المشي السريع. والحفان : النعام.

(٥) العلل والعل : الشرب بعد الشرب. والنهل : الشرب الأول. والعل : الشرب الثاني.

(٦) وهاشم : هنا أراد به بني هاشم ، كناية عن النبي الهاشمي.