إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

تحمیل

الحسين في طريقه إلى الشهادة

119/260
*

في طريقه إلى كربلا ، فهي لا شك من قرى سواد العراق ، أي حدّ العراق من الغرب ، ومنها سار الحسين إلى الرهيمة فوافاها.

ومُذ أتى عينَ الرُهيمة التقى

بالرجلِ الكوفي في رأدِ الضحى

(الرهيمة) : بلفظ التصغير ، ويجوز أن يكون تصغير رهمة ، وهي المطرة الضعيفة الدائمة ، وهي ضيعة قرب الكوفة. قال السكوني : هي عين بعد خفية إذا أردت الشام من الكوفة. بينها وبين خفية ثلاثة أميال ، وبعدها إلى القطيفة مغرباً. وذكر المتنبّي في مقصورته التي يهجو في آخرها كافو الأخشيدي ، ويعدّد فيها المنازل التي مرّ عليها في طريقه إلى العراق قوله :

فيا لكَ ليلاً على أعكشِ

أحمّ البلادِ خفيّ الصوى

وردنَ الرهيمةَ في جوزهِ

وباقيهِ أكثرُ ممّا مضى

فزعم قوم أنّ المتنبي أخطأ في قوله (جوزه) ، ثمّ قوله (وباقيه أكثر ممّا مضى) ؛ لأنّ الجوز وسط الشيء. ولتصحيحه تأويل وهو : أنّ أعكش اسم صحراء ، والرهيمة عين وسطه ، فتكون الهاء في جوزه راجعة إلى أعكش فيصح المعنى (١). ذكر محمد بن نما (٢) أنّ الحسين (عليه السّلام) لمّا وصل إلى الرهيمة لقيه رجل من أهل الكوفة يُقال له : أبو هُرم ، فقال : يابن رسول الله ، ما الذي أخرجك عن حرم جدّك؟ فقال (عليه السّلام) : «يا أبا هرم ، إنّ بني اُميّة شتموا عرضي فصبرت ، وأخذوا مالي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت ، وأيمُ الله ليقتلونني فيلبسهم الله ذلاً شاملاً ، ويريهم سيفاً قاطعاً ، ويسلّط عليهم مَنْ يذلّهم (٣) حتّى يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم». ورأد الضحى : أي وقت ارتفاع الشمس وانبساط الضوء. فالحسين (عليه السّلام) سار من الرهيمة ، وواصل سيره إلى قصر مقاتل فنزل عنده.

__________________

(١) انظر ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ـ ج ٤ ص ٣٤٤.

(٢) انظر محمد بن نما ـ مقتل الحسين ـ ص ٢٣.

(٣) ومثله ذكر الصدوق ، انظر ـ الأمالي ـ ص ٩٣.