والحقدُ حقدُ الجاهليّةِ أنّهُ |
|
إلى الآن لم يظعن ولم يتضررِ |
وبالثأرِ في بدرٍ أُريقت دماؤكمْ |
|
وقيدَ إليكم كلّ أجردِ صلدمِ (١) |
اللعن : العذاب ، جمعه لعان ولعنات. والملعون : المسيّب المطرود. المشؤوم : الممسوخ المخزي. المهلك : الشيطان. ذكر سبط ابن الجوزي (٢) في باب كفر يزيد : قال ابن عقيل : وممّا يدلّ على كفره وزندقته فضلاً عن سبّه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالإلحاد ، وأبان عن خبث الضمائر ، وسوء الاعتقاد في قصيدته التي أولها :
عليةَ هاتي واعلني وترنّمى |
|
بذلك إنّي لا اُحبُّ التناجيا |
حديثُ أبي سفيان قدماً سما به |
|
إلى أحدٍ حتى أقامَ البواكيا |
ألا هاتِ أسقيني على ذاكَ قهوةً |
|
تخيّرها العنسيُّ كرماً شئاميا |
إذا ما نظرنا في اُمورٍ كثيرةٍ |
|
وجدنا حلالاً شربها متواليا |
وإن متّ يا اُمّ الاُحمير فانكحي |
|
ولا تأملي بعد الفراقِ تلاقيا |
فإنّ الذي حدّثت عن يومِ بعثنا |
|
أحاديثَ طسمٍ تجعلُ القلبَ ساهيا |
ولا بدّ لي من أن أزورَ محمداً |
|
بمشمولةٍ صفراءَ تروي عظاميا |
ومن قوله (لعنه الله) :
معشرَ الندمانِ قوموا |
|
واسمعوا صوتَ الأغاني |
واشربوا كأسَ مدامٍ |
|
واتركوا ذكرَ المغاني |
شغلتني نغمةُ العي |
|
دان عن صوتِ الأذانِ |
وتعوّضت عن الحو |
|
رِ عجوزاً في الدنانِ |
وقال محمد بن نظام الدين الأناري (٣) ، (وكان الأكثر) من الناس
__________________
(١) انظر ديوان ابن هاني الأندلسي (ره).
(٢) انظر سبط ابن الجوزي ـ التذكرة ـ ص ١٤٦.
(٣) انظر محمد بن نظام الدين ـ فواتح الرحموت ـ وشرحه لمحب الله بن مشكور والمتن بين قوسين.