زرتُ المقامَ فلم أجدكَ ممثّلاً |
|
فيه وشوقاً قد أطلتُ وقوفي |
فسألتُ عنكَ فقيلَ كوفيّاً غدا |
|
كرمتَ عن سبتٍ ونسبةِ كوفي |
فلمّا حضر وقرأها البلداوي طلب من الشيخ علي البازي الجواب ؛ دفاعاً عن بلدته الكوفة ، فقال :
يا هاجياً كوفانَ موطنَ حيدرٍ |
|
هلاّ رعيتَ حفيظةَ الإيمانِ |
تهجو بلا سببٍ ودونَ هدايةٍ |
|
كيما تعدّ لنا من الأقرانِ |
فبنا أتى عن جعفرِ بن محمدٍ |
|
خبرٌ روتهُ نخبةُ الأعيانِ |
أعلامُ شيعتنا وجلّ رواتُنا |
|
ومنارنا الوضاءُ في كوفانِ |
قدماً سبقتَ إلى الهجا وهجوتَ مَنْ |
|
منها تنبّى في بني قحطانِ |
شيخ القريضِ ابن الحسينِ ومَنْ بهِ |
|
شهدت أقاصي يعربٍ والداني |
أصبحتَ تخبطُ كالذي لا يرعوي |
|
عن غيّهِ ويبوءُ بالخسرانِ |
لقد ارتكبتَ جريمةً وجنايةً |
|
سوّدت حتّى أوجهَ السودانِ |
وذكر اليعقوبي (١) في تاريخه أنّ أهل الكوفة شكوا سعد بن أبي وقاص واليهم إلى عمر بن الخطاب ، وقالوا : لا يحسن يصلّي. فعزله عمر عنهم وولّى عليهم عمّار بن ياسر. ثمّ قدم عليه أهل الكوفة ، فقال : كيف خلفتم عمّار بن ياسر أميركم؟ فقالوا : مسلم ضعيف. فعزله ووجّه جبير بن مطعم ، فمكر به المغيرة وحمل عنه خبراً إلى عمر ، وقال له : ولّني يا أمير المؤمنين. قال : أنت رجل فاسق. قال : وما عليك منّي؟ كفايتي ورجلتي لك ، وفسقي على نفسي. فولاّه الكوفة ، فسألهم عن المغيرة ، قالوا : أنت أعلم به وبفسقه. فقال : ما لقيت منكم يا أهل الكوفة ؛ إن وليتكم مسلماً تقيّاً قلتم ضعيف ، وإن وليتكم مجرماً قلتم هو فاسق.
ذكر سبط ابن الجوزي (٢) ، قال عامر الشعبي : لمّا بلغ عبد الله بن الزبير قتل
__________________
(١) انظر أحمد بن أبي واضح ، الكاتب الشهير باليعقوبي ، المتوفّى سنة ٢٩٢ هـ ٢ / ١٣٣ ، مطبعة الغري.
(٢) انظر سبط ابن الجوزي أبو المظفر يوسف بن قزغلي البغدادي ، المتوفّى سنة ٦٥٤ بدمشق ، ودفن في جبل قاسيون. تذكرة الخواص ص ١٥٢ ، طبع إيران.