والسارقينَ إذا ما جنّ ليلهمُ |
|
والدارسينَ إذا ما أصبحوا السورا |
ألقِ العداوةَ والبغضاءَ بينهم |
|
حتّى يكونوا لمَنْ عاداهم جزرا |
وقال أيضاً :
لعنَ اللهُ ولا يغفر لهمْ |
|
ساكني الكوفةَ من حيّي مضرْ |
واليمانيينَ فلا يحفل بهمْ |
|
فهمُ من شرّ مَنْ فوق الغبرْ |
جلدوني ثمّ قالوا قدرٌ |
|
قدّر اللهُ بهم سوءَ القدرْ |
وادّعى النبوّة من أهل الكوفة غير واحد ، منهم المختار بن أبي عبيد (١) كتب إلى الأحنف بن قيس : بلغني أنّكم تكذّبونني ، وقد كذّبت الأنبياء من قبلي ، ولست خيراً من كثير منهم ، وكان منهم أبو منصور الخناق ، وكان يتولّى سبعة أنبياء من قريش ، وسبعة من بني عجل ، وكان منهم راشد الهجري (٢) ، وكانت منهم هندة الأفّاكة. وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لأهل الكوفة : «اللّهمّ كلّما نصحتهم فغشوني ، وائتمنتهم فخانوني ، فسلّط عليهم فتى ثقيف ، الذيّال الميّال ، يأكل خضرتها ، ويحكم فيها بحكم الجاهليّة». ولمّا قُتل مصعب بن الزبير خرجت سكينة بنت الحسين بن علي ، فقال لها أهل الكوفة : يا بنت رسول الله ، أحسن الله صحابتك. فقالت : يا أهل الكوفة ، لا أحسن الله صحابتكم ؛ لقد قتلتم جدّي علياً ، وعمّي الحسن كانت تنتقض جراحته حتّى مات ، وقتلتم أبي الحسين ، وقتلتم مصعباً ، والله لقد أيتمتموني صغيرة ، وأيتمتموني كبيرة ، فلا أحسن الله عليكم الخلافة ، ولا دفع عنكم السوء (٣).
وإليك البيتين الذين نظمهما الشيخ كاظم السوداني خاطب بهما سعادة الاُستاذ عباس البلداوي عندما كان حاكماً في النجف ، ويحضر محكمة الكوفة في يوم السبت من كلّ أسبوع ، وقد زاره السوداني في المحكمة بالنجف فأخبر أنّه مضى إلى الكوفة ، فكتب له هذين البيتين :
__________________
(١) انظر ابن الفقيه ـ البلدان ـ ص ١٨٤ ـ ١٨٦ ، طبع ليدن.