إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

تحمیل

الحسين في طريقه إلى الشهادة

170/260
*

الحسين (عليه السّلام) خطب بمكة ، وقال : ألا إنّ أهل العراق قوم غدر فجر ، ألا وإنّ أهل الكوفة شرارهم ؛ إنّهم دعوا الحسين ليولّوه عليهم ، ليقيم أمورهم ، وينصرهم على عدوهم ، ويعيد معالم الإسلام ، فلمّا قدم عليهم ثاروا عليه يقتلوه ، قالوا له : إن لم تضع يدك في يد الفاجر ابن زياد الملعون فيرى فيك رأيه ، فاختار الوفاة الكريمة على الحياة الذميمة ، فرحم الله حسيناً وأخزى قاتله ، ولعن الله مَنْ أمر بذلك ورضي به. أفبعد ما جرى على أبي عبد الله ما جرى يطمئن أحد إلى هؤلاء ، أو يقبل عهود الفجرة الغدرة؟! أما والله ، لقد كان صوّاماً بالنهار ، قوامّاً بالليل ، وأولى بينهم من الفاجر ابن الفاجر. والله ، ما كان يستبدل بالقرآن الغناء ، ولا بالبكاء من خشية الله الحداء ، ولا بالصيام شرب الخمور ، ولا بقيام الليل الزمور ، ولا بمجالس الذكر الركض في طلب الصيود ، واللعب بالقرود. قتلوه فسوف يلقون غيّاً ، ألا لعنة الله على الظالمين ، ثم نزل. وذكر القزويني (١) ، ومثله محمد بن أبي طلحة (٢) قال : وكان أكثر هؤلاء الخارجين لقتاله قد شايعوه وكاتبوه ، وطاوعوه وعاهدوه وبايعوه ، فلمّا جاءهم كذّبوه ما وعدوه ، وأنكروه وجحدوه ، ومالوا إلى السحت العاجل فعبدوه ، وخرجوا إلى قتاله رغبة في عطاء ابن زياد فقصدوه ، قال الشاعر :

إذا ما سقى الله البلادَ فلا سقى

معاهدَ كوفانٍ بنوءِ المرازمِ

أتتْ كتبهم في طيّهنَّ كتائبٌ

وما رقمتْ إلاّ بسمِّ الأراقمِ

لخير إمامٍ قامَ في الأمرِ فانبرتْ

له نكباتٌ أقعدت كلّ قائمِ

إذا ذكرت للطفلِ حلّ برأسهِ

بياضٌ مشيبٌ قبل شدّ التمائمِ

أن اقدم إلينا يابن أكرم مَنْ مشى

على قدمٍ من عربِها والأعاجمِ

__________________

(١) انظر زكريا بن محمد القزويني ـ أثار البلاد ـ ص ١٦٧ ، طبع كوتنجن.

(٢) انظر محمد بن أبي طلحة الشافعي ـ مطالب السؤول ـ.