ويستمر مغرباً إلى عين التمر (شفاثة) ، ومن القطقطانية ينعطف إلى كربلاء. قلت : وفي هذا الطفّ عيون كثيرة ، منها باقية حتّى اليوم. قال ابن الفقيه : وعيون الطفّ منها مثل عين الصيد ، والقطقطانة ، والرهيمة ، وعين جمل ، وعين الرحبة (١). أقول : والتي وقفت عليها من تلك العيون ؛ الرحبة (٢) ، وعيـن الهـارمية (٣) ، وعين الحسن (٤) ، وهناك عين آل (الحياضية) ، وعين (العزية). وذكر البلاذري (٥) قال : كانت عيون الطفّ مثل عين الصيد (٦) ، والقطقطانة ،
__________________
(١) انظر ابن الفقيه ـ البلدان ـ ص ١٨٧ طبع ليدن.
(٢) قال البلاذري : كانت عين الرحبة ممّا طمّ قديماً ، فرآها رجل من حجّاج أهل كرمان وهي تنبض ، فلمّا انصرف من حجّه أتى عيسى بن موسى متنصّحاً فدلّه عليها ، فاستقطعها وأرضها ، واستخرجها له الكرماني ، فاعتمل ما عليها من الأرضين ، وغرس النخل الذي في طريق العذيب.
(٣) عين الهارمية : وقفت عليها غير مرّة ، وهي عين نابعة رائحتها نتنة. ماؤها يميل إلى السواد لشدّة زرقته. موقعها بين قطعة من النخيل تُعزى إلى (آل عنوز) جيراننا بالنجف ، ولن يُستفاد منها ، وهي غربي أراضي الهارمية ملك السيد عبد الله السيد عبد الزهرة ، متّصلة بمقاطعة أمّ حريجة.
(٤) عين الحسن : كان كثيراً ما يطرق سمعي اسمها ، فمررت عليها عام ١٣٥٥ هـ ، وذلك عندما ارتأت الحكومة العراقية أن يعود طريق الحجّ على ما كان أيّام الأمويّين والعباسيّين على النجف والرحبة ، خرجت لأشايع بعض الحجّاج إلى الرحبة ، ثمّ كان رجوعنا على طريق (الدسم) ، فمررنا على ضحضاح في سبخة وعليه لمّة من الناس ، فسألت ، فقالوا لي : هذه عين الحسن (عليه السّلام) ، وهم يتبرّكون بذلك الماء.
(٥) انظر البلاذري ـ فتوح البلدان ـ ص ٢٩٦ طبع الأزهرية.
(٦) عين صيد : قال البلاذري : أخبرني بعض الكريزين أنّ عين الصيد كانت ممّا طمّ ، فبينا رجل من المسلمين تحوّل فيها هناك إذ ساخت قوائم فرسه فيها فنزل عنه فحفر فظهر الماء ، فجمع قوماً عاونوه على كشف التراب والطين عنها وتنقيتها حتّى عادت إلى ما كانت عليه. ثمّ إنّها صارت بعد إلى عيسى بن علي ابتاعها من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، وكانت عنده منهم اُمّ كلثوم بنت الحسين بن الحسن ، وكان معاوية أقطع الحسن بن علي عين صيد هذه عام تنازله من الخلافة مع غيرها ، وإنّما سمّيت عين صيد ؛ لأنّ السمك يجتمع فيها.