أراد «نشبت ، وترك» ، وقال الآخر وهو أبو النجم :
[٧٥] * هيّجها نضح من الطّلّ سحر*
[٥٧]وهزّت الرّيح النّدى حين قطر |
|
لو عصر منها البان والمسك انعصر |
أراد «عصر» وقال الآخر :
[٧٦]* رجم به الشّيطان من هوائه*
أراد «رجم» وقال الآخر :
[٧٧]* ونفخوا في مدائنهم فطاروا*
أراد «ونفخوا».
ومن قال نعم ـ بكسر النون والعين ـ كسر النون إتباعا لكسرة العين ، كقراءة زيد بن علي والحسن البصري ورؤبة الحمدِ لله بكسر الدّال إتباعا لكسرة اللام ، وكقراءة إبراهيم بن أبي عبلة الحمد لُله بضم اللام إتباعا لضمة الدّال ، وكقولهم «منتن» بكسر الميم إتباعا لكسرة التاء ، وكقولهم أيضا «منتن» بضم التاء إتباعا لضمة الميم.
______________________________________________________
[٧٥] هذه ثلاثة أبيات من الرجز المشطور قائلها أبو النجم العجلي كما قال المؤلف وقد أنشد ثالثها ـ وفيه محل الاستشهاد ـ ابن منظور (ع ص ر) ونسبه إلى أبي النجم ، والنضح ـ بالفتح ـ أصله رشاش الماء ، والطل : المطر الضعيف ، والندى ـ بفتح النون مقصورا ـ المطر ، والبان : شجر سبط القوام لين الورق يشبه به قدود الحسان ، له زهرة طيبة الريح ، والمسك معروف ، والاستشهاد بالبيت في قوله «عصر» فإن أصله بضم العين وكسر الصاد ، ولكن الشاعر خففه بإسكان الصاد.
[٧٦] لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين ، ورجم : فعل ماض مبني للمجهول ، وأصله بضم الراء وكسر الجيم ، ولكن الشاعر خففه بتسكين الجيم ، على نحو ما ذكرنا في شرح الشواهد السابقة ، ومعنى الرجم الرمي بالحجارة ، وكانوا في جاهليتهم إذا أرادوا أن يقتلوا رجلا رموه بالحجارة حتى يقتلوه ، ثم قيل لكل قتل رجم ، وقد ورد في القرآن الكريم الرجم بمعنى القتل في مواضع كثيرة ، ومحل الاستشهاد بهذا البيت قوله «رجم» وقد بيّنا وجهه.
[٧٧] هذا عجز بيت من كلام القطامي ، وصدره قوله :
* ألم يخز التفرق جند كسرى*
وقد أنشده ابن منظور (ن ف خ) ونسبه للقطامي ، والمدائن : جمع مدينة ، ومحل الاستشهاد في هذا البيت قوله «ونفخوا» فإن أصله فعل ماض مبني للمجهول بضم النون وكسر الفاء ، ولكن الشاعر خففه بإسكان الفاء.