رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله ، ولو قرأت الحوار الذي دار بين المهدى العباسي وشريك
القاضي لصدقتنا فيما نقوله.
ومن ناحية أخرى
نرى أنّ ابن عبّاس لم يشارك مع أبي بكر في حروبه ، وكانت له اعتراضات على مواقف
أبي بكر الفقهيّة ، ومثل هذا كان حاله مع عمر بن الخطّاب ، إذا اعترض على بعض
اجتهاداته ولم يرتض أخذ القوم بتلك الاجتهادات لمخالفتها لسنة رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله ، وقوله لهم في المتعة : (أراهم سيهلكون أقول قال رسول
اللّٰه صلىاللهعليهوآله ، ويقولون قال أبو بكر وعمر).
وجاء عن عمر
قوله لابن عبّاس يوما : أمّا أنت يا ابن عبّاس فقد بلغني عنك كلام أكره أن أخبرك
به فتزول منزلتك عندي ، قال : وما هو؟
قال : بلغني
أنّك لا تزال تقول : أخذ هذا الأمر منّا حسدا وظلما .. فأخذ ابن عبّاس يدافع عن
أحقّية أهل البيت بالخلافة ، ولم يتنازل لعمر ، فقال عمر له ـ عند ما ذهب ـ : إنّي
على ما كان منك لراع حقك .
وجاء عن ابن
عبّاس إرادته القول لعمر لما علّل سبب إبعاد عليا عن الخلافة بصغر السن : أفتستصغره
أنت وصاحبك وكان رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها .. .
كل هذه تشير
إلى تخالف ابن عبّاس مع رموز الخلافة فقها وسياسة.
نعم ، إنّ عمر
بن الخطّاب قد أعرض عن تولية بني هاشم أيام خلافته موضحا سبب ذلك لابن عبّاس ـ لما
أراد توليته على حمص بعد موت وإليها ـ فقال له : يا ابن عباس! إني خشيت أن يأتي
عليّ الذي هو آت [أي الموت] وأنت على عملك ، فتقول : هلمّ إلينا ، ولا هلم إليكم
دون غيركم .
__________________