في أكثرها بطاعة اللّٰه سبحانه وتعالى ، ممّا يعني أنّ أمر النبي صلىاللهعليهوآله هو أمر اللّٰه سبحانه وتعالى.
ناهيك عن الآيات المصرّحة بعظمة النبي صلىاللهعليهوآله وأنّه لا يتكلّم إلّا عن اللّٰه ، كقوله تعالى (وَمٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ. إِنْ هُوَ إِلّٰا وَحْيٌ يُوحىٰ) (١) ، والآيات الكثيرة المادحة للمتعبّدين بما يقول الرسول تعبّدا محضا ، كقوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَرَسُولِهِ وَإِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلىٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّٰى يَسْتَأْذِنُوهُ ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ) (٢).
وجاءت السنة النبوية الكريمة بالأوامر المتكررة ، بوجوب اتّباع أقوال وأفعال النبي صلىاللهعليهوآله على وجه التعبّد والالتزام المطلق أيضا ، ففي حديث الأريكة قول رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله ، يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدّث بحديث من حديثي فيقول :
«بيننا وبينكم كتاب اللّٰه فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه» ، ألا وإنّ ما حرّم رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله مثل ما حرّم اللّٰه (٣) ، إلى غير ذلك.
هذا ، مضافا إلى الأحاديث النبوية الشريفة المادحة للمتعبدين بأقوال وأفعال وتقارير الرسول صلىاللهعليهوآله ، كقوله صلىاللهعليهوآله : يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين ، قد امتحن اللّٰه قلبه للإيمان ، قالوا : من هو يا رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله؟
وقال أبو بكر : من هو يا رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله؟
وقال عمر : من هو يا رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله؟
قال صلىاللهعليهوآله : هو خاصف النعل ، وكان قد أعطى عليّا نعله يخصفها (٤).
__________________
(١) النجم ٣ و ٤.
(٢) النور : ٦٢.
(٣) مسند أحمد ٤ : ١٣٢ : سنن ابن ماجة ١ : ٦ / ١٢ : سنن أبي داود ٤ : ٢٠٠ / ٢٦٠٤ ، السنن الكبرى للبيهقي ٩ : ٣٣١ ، الاحكام لابن حزم ٢ : ١٦١ ، الكفاية للخطيب : ٩ ، المستدرك ١ : ١٠٨ ، الفقيه والمتفقة ١ : ٨٨.
(٤) كنز العمال ١٣ : ١٧٣ و ١٠٧ و ١١٥.