فالوجه الإعراب ، وهو متّفق عليه (١) ، ولذلك قال :
وقبل فعل معرب أو مبتدا |
|
أعرب ... |
وأجاز الكوفيّون فيه البناء (٢) ، وتبعهم النّاظم (٣) ، وإليه أشار بقوله : «ومن بنى فلن يفنّدا» ، ويؤيّده قراءة نافع : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ) [المائدة : ١١٩] بنصب «يوم» (٤) ، وقوله :
١٣٤ ـ ... |
|
... على حين الكرام قليل |
روي : بفتح «حين».
و «التّنفيذ» : التّكذيب (٦).
__________________
وإنّي لا أخزى إذا قيل مملق |
|
سخيّ وأخزى أن يقال بخيل |
عمرك : بفتح الراء منصوب على أنه مفعول مطلق ، مصدر محذوف الزوائد ، والأصل تعميرك الله ، وهو مصدر مضاف إلى المفعول ، ولفظ الجلالة فاعله ، وهو دعاء لها بطول العمر ، كأنه قال : يطيل الله عمرك. والشاهد في قوله : «على حين الكرام قليل» حيث روي بكسر نون «حين» على الإعراب الذي هو الأصل ، وهو الأرجح لكونه متبوعا بمبتدأ ، وهو «الكرام» ، وروي بالفتح على البناء.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٩٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥٧ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٤١٢ ، الهمع (رقم) : ٨٦٤ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٨٧ ، أمالي القالي : ١ / ٣٩ ، فتح رب البرية : ٢ / ١٣٢ ، الدرة المضية للأنباسي (رسالة ماجستير) : ٢٣٧.
(١) انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٧ ، التسهيل : ١٥٩ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٦٨ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥٧ ، الهمع : ٣ / ٢٣١.
(٢) وإليه مال الفارسي. انظر شرح المكودي : ١ / ١٩٧ ، التسهيل : ١٥٩ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٦٨ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٥٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٢٢ ، الهمع : ٣ / ٢٣١.
(٣) قال ابن مالك في التسهيل (١٥٩) : «فإن صدرت باسم أو فعل معرب جاز الإعراب باتفاق ، والبناء خلافا للبصريين». وانظر الهمع : ٣ / ٢٣١ ، شرح المكودي : ١ / ١٩٧.
(٤) على الظرفية ، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه مفعول فيه ، والعامل فيه «قال» ، أي : قال الله هذا القول في يوم.
والثاني : أن «هذا» مبتدأ و «يوم» ظرف للخبر الحذوف ، أي : هذا يقع أو يكون يوم ينفع.
وقال الكوفيون : «يوم» في موضع رفع خبر «هذا» ولكنه بني على الفتح لإضافته إلى العمل ، وعندهم يجوز بناؤه وإن أضيف إلى معرب ، وذلك عند البصريين لا يجوز إلا إذا أضيف إلى مبني. وقرأ الباقون «يوم» بالرفع على المبتدأ والخبر.
انظر المبسوط في القراءات العشر : ١٨٩ ، حجة القراءات : ٢٤٢ ، إتحاف فضلاء البشر : ٢٠٤ ، إملاء ما من به الرحمن : ١ / ٢٣٤ ، إعراب النحاس : ٢ / ٥٣ ، البيان لابن الأنباري : ١ / ٣١١ ، شرح المكودي : ١ / ١٩٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٢٢ ، الهمع : ٢٣٠.
١٣٤ ـ من الطويل ، وتقدم الكلام عليه آنفا في صفحة (٤٦٥) من هذا الكتاب.
(٥) وقال الأزهري في إعراب الألفية (٦٨) : «والتنفيد : اللوم وتضعيف الرأي ، وأصله من الفند ، وهو ضعف الرأي من الهرم». انظر اللسان : ٥ / ٣٤٧٢ (فند) ، شرح المكودي : ١ / ١٩٧.