والثّاني : طبت النّفس ، وأشار بذلك إلى قول رشيد اليشكريّ (١) :
(٢) ـ ... |
|
... وطبت النّفس يا قيس عن عمرو |
أراد : وطبت نفسا ، فأدخل «أل» على التمييز ضرورة ، لأنّ التمييز لا يكون إلّا نكرة عند البصريين (٣) /.
وتمّم البيت بـ «السّريّ» ، وهو الشّريف (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
__________________
(١) ذكر هذا الشاعر في بعض المراجع باسم «رشيد» ، وفي بعضها الآخر باسم «راشد» ، ولعل هذا الأخير هو الصواب والأول تحريف ، حيث أن كل من ترجم له ذكره باسم راشد. وهو راشد بن شهاب بن عبدة بن عصم بن عامر بن يشكر بن بكر بن وائل ، شاعر جاهلي ، كان سيد قبيلته ، عاش في أواخر القرن السادس الميلادي ، وأوائل القرن الأول الهجري السابع الميلادي.
انظر ترجمته في تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين (المجلد الثاني ، الجزء الثاني) : ٩٣ ، جمهرة النسب للكلبي : ٥٦٢ ، الأعلام : ٣ / ١٢ ، هامش المفضليات : ٣٠٧.
(٣٠) ـ من الطويل لراشد (أو رشيد) اليشكري من قصيدة له يخاطب بها قيس بن مسعود بن قيس ابن خالد اليشكري ، وتمامه :
رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا |
|
صددت وطبت النّفس يا قيس عن عمرو |
ويروى :
رأيتك لمّا أن عرفت جلادنا |
|
رضيت وطبت النّفس يا بكر عن عمرو |
أراد بالوجوه الأنفس والذوات من قبيل إطلاق اسم جزء الشيء على كله ، ويجوز أن يكون المراد من الوجوه : الأعيان منهم. صددت : أعرضت. طبت : رضيت. والمعنى : أبصرتك يا قيس حين عرفت أعياننا أعرضت عنا وطابت نفسك من قبلنا عن عمرو صديقك الذي قتلناه ، أي : تسليت عن قتله. والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف.
انظر المفضليات : ٣١٠ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٥١ ، ٣٩٤ ، الشواهد الكبرى : ١ / ٥٠٢ ، ٣ / ٢٢٥ ، الهمع (رقم) : ٢٢٣ ، الدرر اللوامع : ١ / ٥٣ ، ٢٠٩ ، شرح الأشموني : ١ / ١٨٢ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٨٦ ، شواهد الجرجاوي : ٢٧ ، البهجة المرضية : ٣٨ ، ٩٣ ، توجيه اللمع : ٣٨٤ ، شواهد العدوي : ٢٧ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٧٢ ، شرح ابن الناظم : ١٠٢ ، شرح المرادي : ١ / ٢٦٤ ، كاشف الخصاصة : ٤٨ ، جواهر الأدب : ٣٩٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٢٤ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٩٢ ، الجامع الصغير : ٤٠ ، شرح قصيدة بانت سعاد لابن هشام : ٢٧٣ ، فتح رب البرية : ١ / ١٥٥ ، ٢ / ١٨٩.
(٢) وذهب الكوفيون وابن الطراوة إلى جواز تعريف التمييز متمسكين بنحو ذلك.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩٤ ، الهمع : ٤ / ٧٢ ، شرح المرادي : ٢ / ١٧٥ ، شرح الرضي : ١ / ٢٢٣ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٨١.
(٣) انظر اللسان : ٣ / ٢٠٠١ (سرا) ، شرح المكودي : ١ / ٧٢.