إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ابن طولون [ ج ١ ]

168/504
*

رجلا (١) يلتّ السّويق بالطّائف ، وكانوا يعكفون على قبره ، فجعلوه وثنا (٢) ، وكانت / تاؤه مشدّدة فخفّفت ، فـ «أل» فيه زائدة لازمة ، لأنّه علم.

ـ والآن : علم على الزّمان الحاضر ، و «أل» فيه زائدة لازمة ، لم يستعمل في كلام العرب مجرّدا منها ، وهو (٣) مبنيّ لتضمنه معنى «أل» التي تعرّف بها. قال المكوديّ : وهذا من الغريب لكونهم جعلوه مضمّنا معنى «أل» ، وجعلوا «أل» الموجودة فيه زائدة (٤). انتهى. وهو قول الفارسيّ (٥).

وقيل : بني لتضمّنه معنى حرف الإشارة الّذي كان (٦) يستحقّ الوضع. قاله ابن مالك (٧).

__________________

(١) في الأصل : كا رجل. انظر التصريح : ١ / ١٥٠.

(٢) قال البغوي في تفسيره : وقرأ ابن عباس ومجاهد وأبو صالح : «اللات» ـ بتشديد التاء وقالوا : كان رجلا يلتّ السويق للحاج ، فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه ، وقال مجاهد : كان في رأس جبل له غنيمة يسلأ منها السمن ويأخذ منها الأقط ، ويجمع رسلها ، ثم يتخذ منها حيسا. وقال الكلبي : كان رجلا من ثقيف يقال له : صرمه بن غنم ، وكان يسلأ السمن فيضعها على صخرة ثم تأتيه العرب فتلت به أسوقتهم ، فلما مات الرجل حولتها ثقيف إلى منازلها فعبدتها فعمدت الطائف على موضع اللات.

انظر تفسير البغوي : ٤ / ٢٤٩ ، تفسير الخازن : ٦ / ٢٦٢ ، كتاب الأصنام للكلبي : ١٦ ، تفسير القرطبي : ١٧ / ٩٩ ـ ١٠٠ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٥٠ ، معاني الفراء : ٣ / ٩٧ ـ ٩٨.

(٣) في الأصل : وهي. انظر شرح المكودي : ١ / ٧١.

(٤) زائدة لازمة. انظر شرح المكودي : ١ / ٧٢ ، وانظر شرح دحلان : ٣٧ ، البهجة المرضية : ٣٧.

(٥) فاللام المضمنة عنده غير الموجودة ، أما الموجودة فزائدة ، إذ شرط اللام المعرفة أن تدخل على النكرات فتعرفها ، ولم يسمع «الآن» مجردا عنها ، وتابعه ابن الحاجب في الإيضاح ، وفي ابن يعيش (٤ / ١٠٤) : نسب هذا القول إلى جماعة ممن ينتمون إلى التحقيق والحذق بهذه الصناعة. وضعفه ابن مالك بأن تضمن اسم معنى حرف اختصارا ينافي زيادة ما لا يعتد به ، هذا مع كون المزيد غير المضمن معناه فكيف إذا كان إياه.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٥١ ، الإنصاف : ٢ / ٥٢٣ ، اللسان (أين) ، شرح الرضي : ٢ / ١٢٦ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ٥١٥ ، الهمع : ٣ / ١٨٥ ، شرح دحلان : ٣٧ ، البهجة المرضية : ٣٧ ، جواهر الأدب : ٣٨٦.

(٦) في الأصل : كانا. انظر التصريح : ١ / ١٥١.

(٧) في التسهيل (٩٥) ، وهو قول الزجّاج ، ونسب للبصريين في الإنصاف ، ومعناه هذا الوقت.

ورد : بأن تضمين معنى الإشارة بمنزلة اسم الإشارة ، وهو لا تدخله «أل».

وانظر الإنصاف : ٢ / ٥٢١ ، الهمع : ٢ / ١٨٥ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ١٠٣ ، شرح الرضي : ٢ / ١٢٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٥١ ، شرح الأشموني : ١ / ١٨١ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٢٢٠ ، شرح دحلان : ٣٧ ، جواهر الأدب : ٣٨٥.