ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وكلّها يلزم بعده صله |
|
على ضمير لائق مشتمله |
يعني : أنّ الموصولات كلّها لا بدّ أن يكون بعدها صلة تتّصل بها تكمّلها ، لأنّها (١) نواقص (لا يتمّ معناها إلّا بصلة) (٢) متأخّرة عنها لزوما.
وتمييز الموصولات (الاسميّة عن الموصولات) (٣) الحرفيّة ، بأنّ الاسميّة لا بدّ لها من صلة مشتملة على ضمير مطابق للموصول في الإفراد والتّذكير وفروعهما (٤) ، فتقول : «جاءني الّذي قام أبوه ، والّتي قامت ، واللذان قاما ، واللتان قامتا ، والذين قاموا ، واللاتي قمن» ، وما أشبه ذلك ، بخلاف الموصولات الحرفيّة ، فإنّ صلتها لا ضمير فيها ، فسقط ما قيل : إنّ قول النّاظم يعمّ الموصولات الاسميّة والحرفيّة.
وهذا الضّمير يسمّى / العائد ، لعوده (٥) إلى الموصول ، وقد يخلفه الاسم الظّاهر نحو :
(٦) ـ ... |
|
وأنت الّذي في رحمة الله أطمع |
الأصل : في رحمته.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وجملة أو شبهها الّذي وصل |
|
به كمن عندي الّذي ابنه كفل |
__________________
(١) في الأصل : لا. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠.
(٢ ـ ٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠.
(٤) في الأصل : وفروعها. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠.
(٥) في الأصل : لعود. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠.
٢٣ ـ من الطويل لقيس بن الملوح العامري ـ صاحب ليلى ـ (وليس في ديوانه) وصدره :
فيا ربّ ليلى أنت في كلّ موطن
والشاهد فيه على أن الاسم الظاهر قد يخلف الضمير العائد من الصلة إلى الموصول ، وكأن القياس أن يقول : «وأنت الذي في رحمته أطمع ، أو رحمتك أطمع» ، ولكنه أتى بالظاهر على خلاف القياس.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٤٠ ، شرح الأشموني : ١ / ١٤٦ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٨٢ ، أبيات المغني : ٤ / ٢٧٦ ، ٧ / ٨٦ ، شواهد المغني : ٢ / ٥٥٩ ، مغني اللبيب (رقم) : ٣٧٧ ، ٨٨٩ ، ٩٤٥ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٣٧ ، الكوكب الدري للأسنوي : ١ / ١١٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥٢٣ ، الجامع الصغير : ٣١ ، النكت الحسان : ٤٩ ، الهمع : ١ / ٨٧ ، الدرر اللوامع : ١ / ٦٤ ، شرح المرادي : ١ / ٢٣٦.