جواز تشديد نونهما ، وليس التّشديد خاصّا بالياء ـ كما مثّل به ـ بل هو عامّ مع الياء ومع الألف ، فإذا جاز التّشديد مع الياء ـ كما في المثالين ـ فيكون التّشديد مع الألف أحرى ، لأنّ التّشديد مع الألف متّفق عليه ، ومع الياء مختلف (فيه) (١) ، إذ التّشديد إنّما هو لغة تميم وقيس (٢) ، وجمهور العرب : على تخفيف النّون في تثنية الموصول ، واسم الإشارة (٣).
وقوله : «وتعويض بذاك قصدا» يعني : أنّ تشديد النّون قصد (به) (٤) التّعويض من المحذوف في جميع ما ذكر ، فالمعوّض منه في «اللذينّ ، واللتينّ» الياء من «الّذي ، والّتي» ، ومن «ذينّ وتينّ» الألف من «ذا وتا» ، فإنّ ذلك كلّه حذف في التّثنية وعوّض منه التّشديد ، فالإشارة من قوله : «بذاك» / راجعة إلى التّشديد.
وقيل : التّشديد تأكيد (٥) للفرق بين تثنية المعرب والمبنيّ الحاصل بحذف الألف والياء ، قاله ابن هشام (٦).
ثمّ قال رحمهالله :
جمع الّذي الألى (٧) الّذين مطلقا |
|
وبعضهم بالواو رفعا نطقا |
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٣.
فمنع البصريون التشديد ، وأجازه الكوفيون ، قيل : وهو الصحيح ، وقد قرئ : «إحدى ابنتيّ هاتينّ» بالتشديد ، ورجحه صاحب التسهيل.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٦٣ ، شرح الفريد : ٤١٥ ، التسهيل لابن مالك : ٣٩ ، شرح المرادي : ١ / ٢١٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٢ ، الأشموني مع الصبان : ١ / ١٤٨.
(٢) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٤٨ ، أوضح المسالك : ٢٨ ، المعجم الكامل في لهجات الفصحى د. داود سلوم : ١٥٠.
(٣) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٣.
(٥) في الأصل : تأكيدا.
(٦) قال ابن هشام في التوضيح (٢٨) : «وتميم وقيس تشدد النون فيهما تعويضا عن المحذوف أو تأكيدا للفرق». وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٢ ، حاشية الصبان : ١ / ١٤٨ ، شرح المرادي : ١ / ٢١٠ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٦٣. وقال المبرد : «من قال في الرجل : «ذلك» ، قال في الاثنين : «ذانّك» بتشديد النون ، تبدل اللام نونا وتدغم إحدى النونين في الأخرى ، كما قال عزوجل : (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ) انظر المقتضب : ٣ / ٢٧٥ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٣ ـ ٣٤ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٣٥.
(٧) في الأصل : الأولى. انظر الألفية : ٢٥.