وكان له شعر
وصفه في كتابه الفلك المشحون بأنه وان كان ركيكا لكنه لا يخلو من فائدة تلقى ،
وموعظة تثبت ولا تنفى ، وغزل ينشي بقهوته الحاسي ، ويلين القلب القاسي ، وقال :
وما أحسن قول الإمام الشافعي رضياللهعنه :
ولو لا الشعر
بالعلماء يزري
|
|
لكنت اليوم
أشعر من لبيد
|
وله ديوانا شعر
، الأكبر والأصغر.
وقد تعدد شيوخه
تبعا لتلك الشخصية الواسعة الآفاق والمدارك ، نذكر منهم هنا : زين الدين بن العيني
، المتوفى سنة ٨٩٣ ه ، ناصر الدين بن زريق ، المتوفى سنة ٩٠٠ ه ، جمال الدين بن
طولون ، المتوفى سنة ٩٣٧ ه ، جمال الدين بن المبرد ، المتوفى سنة ٩٠٩ ه.
ومن تلامذته
الذين أخذوا منه ، ورووا عنه : شهاب الدين الطيبي ، المتوفى سنة ٩٧٩ ه ، علاء
الدين بن عماد الدين ، المتوفى سنة ٩٧١ ه ، نجم الدين البهنسي ، المتوفى سنة ٩٨٦
ه ، إسماعيل النابلسي ، المتوفى سنة ٩٩٣ ه. وقد مدحه وأثنى عليه علماء عصره من
شيوخ وتلامذه وغيرهم ، من خلال ما كتبوه له في عوض أو إجازة ، ونحو ذلك ، ووضعوه
بعبارات الإطراء ، وعلو الشأن ، ورفعة المقام ، ذكر الكثير منها في كتابه الفلك
المشحون ص (٧ ـ ١٠) ، (١٨ ـ ٢٠) ، (٤٩ ـ ٥٢). أما عن آثاره العلمية فمما لا شك فيه
أنه نتيجة لسعة اطلاع ابن طولون ، وغزارة علمه ، ورحابه أفقه كانت له مؤلفات كثيرة
تفوق الحصر ، تبعا لذلك ، فقد ألف كما هائلا وعددا ضخما من المصنفات العلمية في
علوم كثيرة متنوعة ، نذكر منه : النحو وأصوله ، التصريف ، اللغة ، العروض والقوافي
، البلاغة ، المنطق ، التجويد ، القراءات ، علوم القرآن ، الحديث وأصوله ، الفقه
وأصوله ، الفرائض ، علم الكلام ، التصوف ، التاريخ ، الحساب ، الهندسة ، الفلك ،
الطب ، إضافة إلى الأبحاث الدينية والأدبية والاجتماعية ، وغيرها.
وقد بلغ ما
استطعت حصره منها (٧٦١) مؤلفا ، ذكر جلها في كتابه الفلك المشحون ، فأضاف بذلك
رصيدا ضخما وثروة عظيمة إلى المكتبة الإسلامية والعربية ، استفاد منها خلق كثير
على مر العصور والأجيال.
ولكثرة هذه
المؤلفات سأقتصر هنا على ذكر بعض مؤلفاته في علوم العربية ، فمنها : إتحاف البنهاء
بنحو الفقهاء ، إرشاد الأعمى إلى خواص الأسماء ، ولإلمام بشرح حقيقة الاستفهام ،
الأنوار الشمسية في حل الخزرجية ، بغية المعاني لعلم المعاني ، تحفة الأمجد في أصل
أبجد. وغيرها كثير.