لكن قال القمي : «كان بين لفظه وسماح محمد» ١.
والمستفاد من الأحاديث الشريفة هو الدنوُّ المعنوي لرسول الله صلى الله عليه وآله ، دُنوّاً من النور.
ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام :
أول من سبق من الرسل إلى «بلى» رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله ، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أُسرِيَ بي إلى السماء : تقدَّم يا محمد ، فقد وطئتَ موطئاً لم يطؤه ملك مقرَّب ولا نبي مرسل.
ولو لا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه. وكان من الله عز وجل ، كما قال الله : «قاب قُوسَين أو أدنَى» ، أي بل أدنى ٢.
وفي حديث ثابت بن دينار ، قال : سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن الله جلَّ جلاله ، هل يوصَف بمكان؟
فقال : تعالى عن ذلك.
قلت : فلِمَ أسرى بنبيِّه محمد صلى الله عليه وآله إلى السماء؟
قال : ليُريَه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه.
قلت : فقول الله : «ثم دَنا فتَدلَّى * فكان قاب قَوسَين أو أدنى»؟
قال : ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله ، دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات. ثم تدلَّى فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض ، حتى ظنَّ أنَّه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى ٣.
«فأوحى إلى عبده ما أوحى» ، أي أوحى الله تعالى على لسان جبرئيل إلى عبده محمد صلى الله عليه وآله ما أوحى.
__________________
١. تفسير القمي : ج ٢ ص ٣٣٤.
٢. كنز الدقائق : ج ١٢ ص ٤٧٧.
٣. كنز الدقائق : ج ١٢ ص ٤٧٧.