مرات عديدة بالسُفن
الفضائية .
فلا إستحالة ولا امتناع في هذه الأمور ،
بل الإمكان ظاهر بالعيان في صعود أبسط إنسان. فكيف بعروج رسول الله صلى الله عليه
وآله الذي هو متفوَّق على البشر روحاً وجسماً .
مع ما ستعرف أن معراجه ظاهرة إعجازية
وكرامة إلهيّة ، تحقَّقت بقدرة الله تعالى القادر على كل شيء والغالب على كل أمر.
فالمعراج ممكن قطعاً ، ولا استحالة فيه
أبداً ، ولا إستبعاد فيه إطلاقاً ، شأن سائر معاجزه الباهرة وكراماته الزاهرة.
وللعلامة المجلسي كلام لطيف في الردِّ
على الإستبعاد العقلي لمعراج النبي صلى الله عليه وآله ؛ قال فيه :
«انه كما يستبعد في العقل صعود الجسم
الكثيف من مركز العالم إلى ما فوق العرش ، فكذلك يستعبد نزول الجسم اللطيف
الروحاني من فوق العرش إلى مركز العالم. فإن كان القول بمعراج محمد صلى الله عليه
وآله في الليلة الواحدة ممتنعاً في العقول ، كان القول بنزول جبرئيل من العرش إلى
مكة في اللحظة الواحدة ممتنعاً أيضاً.
ولو حكمنا بهذا الإمتناع كان طعناً في
نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام ، والقول بالمعراج فرع على تسليم جواز أصل النبوة
....
أن هذه الحركة لمّا كانت ممكنة الوجود
في نفسها ، وجب أن لا يكون حصولها في جسد محمد صلى الله عليه وآله ممتنعاً ، لأنّا
قد بيَّنا أن الأجسام متماثلة في تمام ماهيتها. فلما صحَّ حصول مثل هذه الحركة في
حق بعض الأجسام ، وجب إمكان حصولها في سائر الأجسام.
فيلزم من مجموع هذهالمقدمات ، أن القول
بثبوت المعراج أمر ممكن الوجود في نفسه.
__________________