بكلمة واحدة ، أعظم برهان على إمكان الشيء عقلاً هو وقوعه خارجاً. وقد وقعت هذه الحقائق الكونيَّة بالفعل ، وتحقَّقتهذه الظواهر المعراجيَّة في الخارج ؛ يعني هذه الأمور الثلاثة : سرعة حركة الجسم ، وبقاء الإنسان خارج الهواء ، وخرق الأفلاك والفضاء.
فلا إستحالة في هذه الحقائق الثلاثة ، كما تخيَّلها القائل بإمتناع المعراج الجسماني ، بل هي ممكنة ، بل واقعة بالإدراك الوجداني.
١. فقد تحقَّق ـ كما هو معلوم ـ حركة عرش بلقيس من أقصى اليمن إلى أقصى الشام ـ تلك المسافة البعيدة ـ بلَمح البصر ، وما أسرعه من حركة ١.
٢. وتحقَّق ـ كما هو واضح ـ بقاء نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت وفي قعر البحار ، تلك المدة الطويلة التي سار فيها ، بلا هواء من الفضاء ٢.
٣. وتحقَّق ـ كما هو مشاهد محسوس ـ خرق الجوِّ والفضاء وكرات السماء إلى المرِّيخ
__________________
١. لاحظ تفصيله في تفسير قوله تعالى في سورة النمل : الآية ٤٠ : (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يَرتَدَّ إليك طَرفُك فلمّا رآه مُستَقِرّاً عنده قال هذا مِن فضل ربي). كنز الدقائق : ج ٩ ص ٥٦٢.
٢. لاحظ تفصيل بيانه في : قصص الأنبياء : ص ٤٨٤.