فعلى الأوّلين نسبة المجيئ إليه مجازية إلاّ أن يقدّر له مضاف ، أو جعل المجيئ مجازاً عن التنصيص والبيان.
وعلى الثاني لا يجوز إلاّ في الوحي.
« من » للابتداء.
« يا » حرف موضوع للنداء وهو الدعاء لطلب الاقبال ، حقيقة أو مجازاً ، بالوجه أو القلب.
ثمّ اختلفوا فقيل : إنّه لنداء البعيد حقيقة ، أو حكماً ومعنى البعد حكماً ، أن يكون المنادى مع قربه : غافلاً أو ساهياً عمّا ينادى له ، أو متعالياً عن رتبة المنادى ، نحو : يا للّه ، أو متنازلاً عنها ، نحو : يا هذا ، أو يكون الاهتمام بالإقبال على ما ينادى له عظيماً ، حتى إنّه ينزل المنادى مع تهالكه عليه بعيداً عنه ، نحو : ( يا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ). (١)
وقيل : بل مشتركة بين نداء القريب والبعيد ، وقيل : بينهما وبين المتوسّط.
وقيل : إنّها وأخواتها أسماء أفعال متضمّنة الضمير المتكلّم وأنّها بمعنى « أُدعوا ».
« الألف واللام » للجنس ، أو العهد ، أو الاستغراق.
« الحق » : الموجود الثّابت ، وخلاف الباطل ، أي المطابق لما في نفس الأمر.
قال الرّاغب : أصل الحقّ : المطابقة والموافقة كمطابقة رجل الباب في حقّه لدورانه على استقامة. (٢)
والحقّ يقال على اللّه تعالى ، إمّا لكونه موجوداً ثابتاً ، أو لأنّه فعل ما فعل على
__________________
١ ـ المائدة : ٦٧.
٢ ـ مفردات الراغب : ١٢٥ : « حق ».