زعموا أنّ كلّ من ضرب العير (١) |
|
موالٍ لنا وأنّا الولاء (٢) |
أقسام المولى ، وذكر في جملة الأقسام أنّ المولى السيّد وإن لم يكن مالكاً ، والمولى الولي.
وقد ذكر جماعة ممّن يرجع إلى أمثاله في اللّغة أنّ من جملة أقسام مولى السيّد الذي ليس هو بمالك ولا معتق. ولو ذهبنا إلى ذكر جميع ما يمكن أن يكون شاهداً فيما قصدناه لأكثرنا وفيما قد أوردناه كفاية ومقنع.
فإن قال : أليس ابن الأنباري قد أورد أبيات الأخطل التي استشهدتم بها ، وشعر العجاج والحديث الّذي رويتموه وتأوّل لفظ « مولى » في جميع ذلك على « ولي » دون « أولى » فكيف ذكرتم أنّ المراد بها « الأولى »؟
قيل له : الأمر على ما ذكرته عن ابن الأنباري غير أنّه معلوم في اللغة أنّ لفظة « ولي » تفيد معنى « أولى » وقد دللنا على ذلك فيما تقدّم من الكلام في تأويل
__________________
١ ـ قال : ابن قُتيبة في مشكل القرآن ، في تفسير هذا البيت بعد أن حدّث عن أبي الحاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنّه ذهب من يحسّنه ، وأمّا « العَيْر » ، فقد اختلفوا فيه ، فكان بعضهم يجعله الوتد سمّاه عَيراً لنتوِئه مثل عير نصل السهم وهو الناتئ وسطه. يريد كلّ من ضرب خباءً من أهل العمد فضرب له وتداً رَمَوْنا بذنبه.
وقال بعضهم : هو كليب وائل. و « العَيْر » سيد القوم سمّي بذلك لأنّ العير أكبر الوحش ، ولذلك قال رسول اللّه عليهالسلام لأبي سفيان : « وكُلُّ الصيدِ في جوف الفراء ».
وقال آخر : « العير » جبل بالمدينة ، ومنه أنّ النبي عليهالسلام حرّم ما بين عَير إلى ثور ، يريد كلّ من ضرب إلى ذلك الموضع وبَلَغه. وقال آخر : هو الحمار نفسه ، يريد أنّهم يضيفون إلينا ذنوب كل من ساق حِماراً. ومعنى هذا كله : أنهم يُلزموننا بذنوب الناس جميعاً ويجعلونها أولياءهم. انتهى بلفظه. ( منه ). انظر تأويل مشكل القرآن : ٩٧.
٢ ـ من معلّقته ، انظر « شرح المعلّقات العَشر : » ٣١٩.