بن أبي طالب إمامكم ووليكم بعدي ، وهو مواعيد الله والله يصدق ما وعده.
معاشر الناس قد ضل قبلكم أكثر الأولين والله لقد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين ، قال الله تعالى : ( أَلَم نهلك الأوّلين * ثمّ نُتبعهُم الآخرين * كَذلِكَ نَفعلُ بالمُجرمين * وَيلٌ يَومئذٍ للمُكَذِّبين ) (١).
معاشر الناس إن الله قد أمرني ونهاني ؛ وقد أمرت عليا ونهيته فعلم الامر والنهي من ربه عز وجل فاسمعوا لأمره تسلموا ، وأطيعوا تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا الى مراده ولا تفرق بكم السبل عن سبيله.
معاشر الناس أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ، ثم علي من بعدي ، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون.
ثم قرأ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( بِسم الله الرّحمن الرحيم * الحَمدُ للهِ رَبِّ العالمين ) الى آخرها ، وقال : هي والله فيّ نزلت وفيهم نزلت ، ولي ولهم عمت ، وإياهم خصت ؛ أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؛ ألا إنهم حزب الله وحزب الله هم الغالبون.
ألا إن اعداء علي هم أهل الشقاق والنفاق والعادون وإخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غروراً.
ألا إن أولياء هم الذين ذكرهم الله في كتابه إنهم المؤمنون ، فقال عز وجل : ( لا تَجدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخر يُوادُّونَ مَن حادَّ الله ورَسُولَهُ ) (٢) الى اخر الآية.
الا وإن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم
__________________
١ ـ المرسلات : ١٦ ـ ١٩ ، والآيات من المصدر.
٢ ـ المجادلة : ٢٢.