متقدماً مطبوعاً ،
يقال له انّ أكثر الناس شعراً في الجاهلية وآلإسلام ثلاثة : بشّار ، أبو العتاهية
، والسيد ، فانّه لا يعلم انّ أحداً قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع.
كان السيد أسمر ، تامّ القامة ، أشنب ، ذا وفرة ، حسن الألفاظ ، جميل الخطاب
، إذا تحدث في محل قوم أعطى كلّ رجل في المجلس نصيبه من حديثه.
٨. ونقل عن التوزي ، أنّه قال : رأى
الأصمعي جزءاً فيه من شعر السيد ، فسترته عنه لعلمي بما عنده فيه ، فأقسم عليّ ان
أخبره فأخبرته ، فقال : أنشدني قصيدة منه ، فأنشدته قصيدة ثمّ أُُخرى ، وهو
يستزيدني ، ثمّ قال : قبّحه اللّه ما أسلكه لطريق الفحول! لولا مذهبه ، ولولا ما
في شعره ما قدمت عليه أحداً من طبقته.
أقول
: « كلّ إناء بالّذي فيه ينضح » ، انّ الاصمعي ناصبي عنيد يبغض علي بن
أبي طالب عليهالسلام والعترة
الطاهرة عليهمالسلام فلا غرو في
أن يدعو على السيد بما عرفت ، ولكن مع ذلك لم يستطع أن يُسدل الستار على عظمة
السيد في مجال الشعر ، وانّه سلك طريق الفحول في عالم القريض ، ويتلوه في المذهب
والإطراء أبو عبيدة ، ومع ذلك يقول في حقّ السيد أشعر المُحْدَثِين السيّد الحميري
وبشار.
٩. وروى عمر بن شبّة ، قال : أتيت أبا
عبيدة معمر بن المثنى يوماً وعنده رجل من بني هاشم يقرأ عليه كتاباً ، فلمّا رآني
أطبقه ، فقال له أبو عبيدة : إنّ أبا
__________________