وأعطى المذكر به الشاعر خمسين ألفا. قال : وبين مرو وهمذان نحو من ثلاثمائة فرسخ انتهى.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن (١) الحسن الغسّاني ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا محمّد بن جرير الطبري ، قال (٢) : ذكر علي بن محمّد عن أشياخه أن الجنيد بن عبد الرّحمن تزوج الفاضلة ابنة يزيد بن المهلب فغضب هشام على الجنيد ، وولّى عاصم بن عبد الله خراسان وكان الجنيد سقى (٣) بطنه ، فقال هشام لعاصم : إن أدركته وبه رمق فأزهق نفسه ، فقدم عاصم وقد مات الجنيد.
قال : وذكروا : أن جبلة بن أبي زراد (٤) دخل على الجنيد عائدا ، فقال : يا جبلة ، ما يقول الناس؟ قال : قلت يتوجعون للأمير ؛ قال : ليس عن [هذا سألتك](٥) ، ما يقولون؟ وأشار نحو الشام ، قال : قلت : يقدم (٦) على خراسان يزيد بن شجرة الرهاوي قال : ذاك سيّد أهل الشام ، قال : ومن؟ قلت : عصمة أو عصام ، وكنّيت عن عاصم ، قال : إن قدم عاصم فعدوّ جاهد لا مرحبا به ولا سهلا (٧) ولا أهلا. قال : فمات في مرضه ذلك في المحرّم سنة ستّ (٨) عشرة ومائة ، واستخلف عمارة بن حريم وكانت وفاته بمرو ، فقال أبو جويرية عيسى بن عصية (٩) يرثيه :
هلك الجود والجنيد جميعا |
|
فعلى الجود والجنيد السّلام |
أصبحا ثاويين في بطن مرو |
|
ما تغنّى (١٠) على الغصون الحمام |
__________________
(١) بالأصل «أبي» والصواب ما أثبت ، انظر شيوخ ابن عساكر (المطبوعة : عبد الله بن جابر ص ٦٧٦).
(٢) تاريخ الطبري ٧ / ٩٣ حوادث سنة ١١٦.
(٣) سقى بطنه أي اجتمع فيه ماء أصفر ، والسقي : ماء أصفر يقع في البطن.
(٤) الطبري : رواد.
(٥) قسم منها مطموس بالأصل ، والمثبت بين معكوفتين عن الطبري.
(٦) الأصل «تقدم» والمثبت عن الطبري.
(٧) قوله : «ولا سهلا» ليس في الطبري.
(٨) بالأصل : «ثلاث» والمثبت عن الطبري.
(٩) في الطبري : «عصمة» وفي مختصر ابن منظور ٦ / ١٢٨ «عصبة».
(١٠) الطبري : في أرض مرو ما تغنّت.