فما أنا في طول الحياة براغب |
|
إذا قيل قد سوّي عليها صفيحها |
فلو كان عدو الله تمنى لقاها في الله ليعمل بعد ذلك صالحا ، والله لا يدخل عليّ أبدا. وذكر تمامها.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (١) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أبو أحمد بن سليمان الطوسي ، نبأنا الزبير بن بكار ، حدثني محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم أن النّصيب قال : قدمت المدينة أريد عالما بالشعر أعرض عليه شعري ، فقيل لي : الوليد بن سعيد المقرئ بن أبي سنان الأسلمي ، فسألت عنه فقيل لي : هو بشعب سلع (٢) مع عبد الرحمن بن الأزهر الزهري ومعه عبد الرحمن بن حسّان فأتيتهم ، فأنشدته ، قال لي : أنت أشعر مثل جلدتك ثم لبثت ، فإذا رجل بعيد ما بين المنكبين يقود راحلة عليه [بزّة](٣) حسنة. فأقبل عليه عبد الرحمن بن حسّان ، سأل عبد الرحمن بن الأزهر فقال : يا أبا جبير ، هذا جميل بن عبد الله العذري؟ فصاح به ابن الأزهر هيا جميل هيّا جميل ، فقال له جميل : من أنت؟ فقال عبد الرّحمن بن الأزهر ، فقال : قد علمت أنه لم يكن ليجترئ عليّ غيرك يا أبا جبير وعدل ، فقال له : أنشدنا ، فأنشدنا :
ونحن منعنا يوم أول (٤) نساءنا |
|
ويوم أفيّ (٥) والأسنّة ترعف |
ويوم ركايا ذي الجذاة (٦) ووقعة |
|
ببنيان كانت بعض ما قد تسلّف |
وضعنا لهم صاع القصاص رهينة |
|
بما سوف نوفيها إذا الناس طفّفوا |
إذا استبق الأقوام نجدا وجدتنا |
|
لنا مغرفا مجد وللناس مغرف |
فقال له عبد الرحمن ، أنشدنا هزجا قال : وما الهزج؟ قال : القصير؟ قال : نعم ، فأنشده (٧) :
__________________
(١) بالأصل «أنبأنا».
(٢) سلع : موضع قرب المدينة.
(٣) بياض بالأصل ، والمستدرك عن الأغاني ٨ / ٩٢.
(٤) أول : واد بين الغيل وأكمة على طريق اليمامة إلى مكة (ياقوت).
(٥) أفيّ موضع في شعر نصيب ، واستشهد بهذا البيت (ياقوت).
(٦) بالأصل «الحذاة» والمثبت عن الأغاني ومعجم ما استعجم.
(٧) الأبيات في الأغاني ٨ / ٩٤.