عبد الرّحمن الأزدي عن سيار حدثنا عثمان بن مطر ، حدثنا توبة العنبري قال : أكرهني يوسف بن عمر على العمل ، فلما رجعت حبسني وقيّدني ، فكنت في السجن حينا ، فأتاني آت في المنام ، عليه ثياب بياض فقال : يا توبة قد أطالوا حبسك قلت : نعم ، قال : قل أسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، فقلتها ثلاثا ، فاستيقظت فكتبتها ثم إنّي صلّيت ما شاء الله ، فما زلت أدعو به حتى صلّيت الصبح ، فلما صلّيت الصبح جاءوني فحملوني في قيودي حتى وضعوني بين يديّ يوسف بن عمر ، فأطلقني.
أخبرنا أبو محمد السلمي ، حدثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ أنبأنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النّجّاد ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي ح ، وأخبرنا أبو القاسم محمد بن أحمد بن الحسن التبريزي ، أخبرنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس ، حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا عبد الله بن محمد [نا أحمد بن محمّد] (١) بن إبراهيم ، حدثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني حاتم بن عبد الله أنه حدث عن سيّار بن حاتم ، حدثنا عثمان بن مطر ، حدثنا توبة العنبري قال : أكرهني يوسف بن عمر على العمل ، فلما رجعت حبسني في السجن وقيّدني ، فما زلت في السجن حتى لم يبق في رأسي شعرة سوداء ، فأتاني آت في المنام عليه ثياب بيض ، فقال : يا توبة طال حبسك! قلت : أجل ، فقال : يا توبة قل أسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة ، فقلتها ثلاثا فاستيقظت فقلت : يا غلام هات السراج والدواة ، فكتبت هذا الدعاء ثم إنّي صلّيت ما شاء الله أن أصلّي فما زلت أدعو به حتى صلّيت الصبح ، [فلما صلّيت] (٢) جاء حرسي فضرب باب السجن ففتحوا له ثم قال : أين توبة العنبري؟ فقالوا : هذا ، فحملوني بقيودي حتى وضعوني بين يدي يوسف ، وأنا أتكلم به ، فقال : يا توبة قد أطلنا حبسك ، قلت : أجل ، قال : اطلقوا عنه قيوده وخلّوه ، فعلّمته رجلا في السجن ، فقال لي صاحبي [لم] (٣) أدع إلى العذاب قط ، فقلتهن إلّا خلّي عني ، فجرّبي.
وفي حديث البربري : فجيء به يوما ـ إلى العذاب ، فجعلت أتذكر هنّ فلم أذكر هنّ ، حتى جلدت مائة سوط ثم إنّي ذكرتهن ، فقلتهنّ فخلّي عني.
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة ١٠ / ٤٩٧.
(٢) الزيادة عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٢٦.
(٣) الزيادة عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٢٦.