موسى قد خرج باليهود من مصر ، حوالى عام ١٢١٦ ق. م. ، أو عام ١٢١٤ ق. م. ، (أي في القرن الثالث عشر ق. م.) (١) ، فإن صالحا ـ طبقا لهذا الرأي ـ قد عاش فيما بين القرن الثامن عشر ق. م. ، والقرن الثالث عشر ق. م. ، غير أن صاحب هذا الرأي نفسه ـ الاستاذ النجار ـ لا يستبعد أن يكون قوم عاد أقدم من قوم إبراهيم ، وأن قوم ثمود كانوا يتلون قوم عاد في الوجود والظهور (٢) ـ الأمر الذي سبق ان ناقشناه هنا من قبل ـ وخرجنا منه أن هناك آيات كريمة يسبق فيها الثموديون قوم عاد (٣) ، وأخرى تسبق فيها قصة موسى قصة إبراهيم ، ثم تأتي قصة نوح فقصة هود وصالح ولوط وشعيب (٤).
أضف إلى هذا كله ، أننا لا نملك أدلة علمية مؤكدة نستطيع ان نستند إليها في التأريخ لقوم ثمود ، ومن ثم فإننا يمكننا القول ـ حدسا عن غير يقين ـ ان الثموديين ـ بصفة عامة ـ ربما كانوا يشغلون صفحات في التاريخ ، منذ أوائل الألف الاول ق. م. ، وأنهم استمروا كذلك حتى القرن الخامس الميلادي ، نقول منذ الألف الأول قبل الميلاد ، لأن لدينا كتابات آشورية تتحدث عن الثموديين صراحة منذ القرن الثامن ق. م. ـ وبالتحديد منذ عهد سرجون الآشوري (٧٢٢ ـ ٧٠٥ ق. م.) (٥) ـ
__________________
(١) راجع التأريخ لعصر إبراهيم ، وكذا الآراء المختلفة التي دارت حول تاريخ خروج اليهود من مصر في «كتابنا اسرائيل» ص ١٧١ ـ ١٧٧ ، ص ٢٦٨ ـ ٣٠٣.
(٢) عبد الوهاب النجار : المرجع السابق ص ٤٨
(٣) انظر : سورة ق : آية ١٢ ـ ١٣
(٤) انظر : سورة الشعراء ، حيث تسبق قصة موسى (١٠ ـ ٦٨) قصة إبراهيم (٦٩ ـ ٨٩) ثم تأتي بعد ذلك قصة نوح (١٠٥ ـ ١٢١) فقصة هود (١٢٤ ـ ١٤٠) ثم قصة صالح (١٤١ ـ ١٥٩) فقصة لوط (١٦٠ ـ ١٧٥) فقصة شعيب (١٧٦ ـ ١٩١)
(٥) ANET ,P.٦٨٢