مكان من الصحراء في طرف اليمامة يسمى «عقرباء» ، وانتهت بفرار مسيلمة وأتباعه ، إلا أن المسلمين تبعوه
، واشتبك الفريقان من جديد ، وقتل مسيلمة وعشرة آلاف من أتباعه ، كما استشهد كثير
من وجوه المسلمين وقراء القرآن الكريم ـ قيل سبعون ، وقيل قريب من خمسمائة ، وقيل
سبعمائة ـ وسمي المكان الذي دارت فيه المعركة «حديقة الموت» ، كما سمي يوم المعركة
«بيوم اليمامة» .
وبدأ عمر بن
الخطاب ـ رضياللهعنه ـ يحس بالخطر الداهم ، الذي لاحت نذره في معركة اليمامة ، ويوشك أن يلتهم
كل حفاظ القرآن من الصحابة ـ رضياللهعنهم ـ وهم الشهود العدول على وثاقة النص المكتوب ، وقد كان مفرقا في لخاف
وكرانيف وعسب. أضلاع وأكتاف ، إلى جانب ما كان في الصدور ، ولم يأخذ بعد صورة
الكتاب الواحد ، اللهم إلا في صدور الصحابة الذين جمعوه حفظا في عهد رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) وقد بدأت الحرب تقرضهم واحدا إثر واحد .
وهكذا ـ وكما
يروي الإمام البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت ـ أن الفاروق عمر جاء إلى أبي بكر ، فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة
بقراء القرآن ، وإني أخشى أن يستمر القتل بالقراء في كل المواطن ،
__________________